قرن المنازل

علی إبراهیم المبارک البحرانی

نسخه متنی -صفحه : 15/ 2
نمايش فراداده

تحديد قرن المنازل

من المعلوم الذي لا شك فيه ولا ريب أنّ الميقات هو قرن المنازل ، وإن وقع الإختلاف في أنه ميقات لأهل نجد أو لأهل الطائف ، وإنما قصدنا الميقات الذي وقته رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، فإنه قذ يطلق الميقات على مكان الإحرام ، وإن كان بالمحاذاة لا بالتوقيت; ولهذا ورد في عبارة بعض الكتاب أنّ السيل ميقات أهل نجد ، ووادي محرم ميقات أهل الطائف1 مع أنه ذكر أنّ قرن المنازل هو المسمى الآن بالسيل الكبير2 ، والمقصود من هذا البحث هو تعيين قرن المنازل ومكانه ، هل هو الواقع في وادي محرم قريباً من الهدى ، أو هو المسمى اليوم بالسيل الكبير ، أو كلاهما واقعان في وادي قرن المنازل الذي هو الميقات-كما ذكر بعضهم ؟

هذا الاختلاف والالتباس الذي حصل في هذا الميقات ، حصل بسبب تقدم العهد حيث تغيرت أسماء كثير من المناطق ، ونسيت أسماؤها المعروفة سابقاً ، وحدثت لها أسماء جديدة بحيث خفيت على عامة الناس ، ووجود طريقين بين مكة والطائف .

وهذان الطريقان ـ كما ستعرف ـ قديمان مذكوران في كتب المتقدمين ، وإن تغيرت بعض مساراتهما إلا أنهما يمرّان بمكان الإحرام القديم كما سوف يتبين . .

إن الاختلاف في أيهما الميقات شائع بين الناس كما يظهر من استفتآءاتهم للفقهاء ، بل هو ظاهر أيضا عند بعض الكتاب ، ولهذا فإنّ تحديد الميقات لا يخلو من مشقة ، ونحتاج إلى جمع أكبر عدد من القرائن ، التي يحصل منها الاطمئنان ، ونحن هنا سنحاول أولا تحديد مكاني الإحرام وهما السيل ووادي محرم ، كما هما الآن من أقوال المعاصرين ، ثم نشرع في ذكر القرائن التي تعيِّن لنا الميقات الذي أحرم منه رسول الله (صلى الله عليه وآله) .