قرن المنازل

علی إبراهیم المبارک البحرانی

نسخه متنی -صفحه : 15/ 11
نمايش فراداده

النخلة اليمانية

وادٍ يصب من قرن المنازل ، ويصب فيه يدعان ، يجتمع مع النخلة اليمانية في بطن مر وسبوحة .

وقال أبو زيد الكلابي : إحدى النخلتين يجتمع فيها حاج اليمن وأهل نجد ، ومن جاء من قبل الخط وعمان وهجر ويبرين ، فيجتمع حاجهم بالبوباءة وهي أعلى نخلة ، ومنها الزيمة وسولة46 قال محمد بن إبراهيم بن قرية47 : مرتعي من بلاد نخلة بالصيف باكناف سولة والزيمة .

ويمرّ بها الطريق من مكة على الشرائع(حنين) والسيل الكبير ، وقد حدّدها دهيش48 بأنها بين البهيتة (البوباة قديماً ) والزيمة ، فتكون البوباة أعلاها من جهة السيل ) .

ويظهر من قول المسيب بن علس ، يذكر رحيل سامة بن لوي إلى عمان49 :

فشد أمونا بأنساعها بنخلة إذ دونها كبكب

يظهر أن ( كبكب )50 واقع جنوب نخلة ، كما يظهر من بعض الخرائط أنّ وادي الصدر (صدرعرنة) ووادي الكفو يقعان جنوبها .

ويظهر من الباحثين المعاصرين51 في بيان النخلتين إضافة إلى ما ذكره المتقدمون :

إنّ النخلة الشامية تقع شمال غرب الطائف وشمال شرق مكة ، وهي ملتقى وادي بعج بوادي الزرقاء ، وتسميها العامة وادي المضيق ، وتسمى أيضاً وادي الليمون; لكثرة ما فيه من الليمون ، وتلتقي بها النخلة اليمانية من الجنوب الشرقي أسفل جبل داءة ، ويسمى حينئذ وادي الزبارة ، وتأخذ النخلة اليمانية مساقطها الشمالية أعلاها من وادي الخر من البهيتة (البوباة قديماً ) قريب السيل ، ويمرّ بها طريق الطائف القديم ، فيأخذ حنيناً ثم يدعان ذات اليسار ، وهو أيضاً طريق نجد ثم نخلة ثم قرن المنازل ، ويبعد المضيق عن مكة 54 كيلو مترا على طريق حاج العراق (141م) .

وقال الجاسر52 : إنّ النخلة الشامية أعلاها ذات عرق ، واليمانية أعلاها قرن المنازل (السيل) .

ويصبّ في النخلة اليمانية من الجنوب واد يسمى حراض أسفل الزيمة ، وهو غير حراض الذي يقع شمال السيل الكبير .53 .

والمتحصل أن النخلة اليمانية واقعة شمال شرق مكة ، جنوب النخلة الشامية وغرب قرن المنازل وشرق وادي حنين(الشرايع) ، وأما الجنوب فكما ذكرنا أنه يظهر من بعضهم54 أن جنوبها وادي الكفو ووادي صدر عرنة (وادي الصدر) وكبكب وحراض الجنوبي . ويمرّ بها طريق الطائف ماراً بقرن المنازل ثم النخلة اليمانية ثم يدعان ثم الشرائع ثم مكة .

وإذا تحدّد موضع النخلة اليمانية يتبين أنّ طريق الهدى الذي يمرّ على كرا ، ثم وادي نعمان ، ثم عرفات لا يمرّ على النخلة اليمانية ، ولا يتصل وادي محرم بوادي نخلة ، وحتى على دعوى أن قرناً يمتد من جبل كرا حتى البستان كما سنذكره ، فإن تحديدهم لقرن المنازل الذي هو الميقات هو أسفل الوادي من جهة الشمال الواقع على طريق العراق قريبا من أوطاس وبستان ابن عامر ، كما هو ظاهر من كلام القدماء ، ونذكر لك كلام الحربي55 تأكيداً لهذه الدعوى; لئلا تكون دعوى بلا بينة ولا برهان .

ذكر في طريق اليمن إلى مكة : . . . ثم العائب وقرن إلى نخلة وهو البستان .

وفي معجم البلدان56 : قال البطليوسي : فأما بستان ابن معمر فهو الذي يعرف ببطن نخلة .

وما ذكره معجم البلدان57 : أن البستان مجمع النخلتين .

ومن هذا يتبين : أن قرن المنازل هو السيل لا الهدى .

3 ـ الطريق الذي سلكه رسول الله في ذهابه إلى غزوة الطائف ، وكذا عند رجوعه (صلى الله عليه وآله) منها :

المغازي58 : وسار رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أوطاس فسلك على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ، ثم على بحرة الرغاء من ليّة .

وفي السيرة النبوية59 : سلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرغاء من لية . . .ثم سلك في طريق الضيقة إلى نخب .

وفي معجم البلدان (941م) : بحرة : موضع من أعمال الطائف قرب لية ، قال ابن إسحاق : انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حنين على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرغاء من ليّة .

وفي تاريخ ابن جرير60 : سلك إلى الطائف على حنين ثم على نخلة ثم قرن ثم المليح ثم على بحرة الرغاء من لية .

والمليح أسفل السيل الصغير61 ولية وادي يقع شرق وجنوب الطائف 62 ، وبحرة الرغاء تقع كما يظهر من كلام البلادي63 جنوب الطائف ، وقال البلادي64 : ولا زالت مليح وبحرة الرغاء وليّة تعرف بأسمائها إلى اليوم .

ويستفاد من هذه الرواية أنّ قرن المنازل واقع بين النخلة اليمانية والمليح ، وهذا الطريق إنما يناسب طريق السيل دون طريق الهدى وأنّ قرن المنازل هو السيل وليس وادي محرم ، وذلك لأنه لا يستقيم أن يمرّ من نخلة إلى وادي محرم فيصل إلى قرب الطائف ثم يرجع شمالا إلى المليح ، ثم ينحرف إلى الجنوب ثم يأتى نخب .

وقال البلادي65 : وهذه هي طريق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين غزا الطائف ، فقد أخذ على حنين ثم على نخلة اليمانية ثم على مليح أسفل السيل الصغير اليوم ، ثم التف حول الطائف من الشمال والشرق ، ثم أتاه من الجنوب حيث نزل بحرة الرغاء من ليّة ، ثم عاد إليه متجهاً شمالا ، وهي من الخطط العسكرية الممتازة .

وقال الجاسر66 : وهذا هو طريق الطائف الذي يمرّ بالشرائع ، وأعلاه وادي حنين ثم نخلة اليمانية وهي معروفة بأسفلها قرية الزيمة ، وبأعلاها البوباة (البهيتة) وقرن المنازل يعرف باسم السيل67 .