هو صناعة يقصد منها إحداث الخوارق بطرق خفية . وهو فَنٌ قديم جدا ، ورد ذكره في القرآن الكريم ، وهو يتشعب إلى شُعب كثيرة.
لكنه على العموم فن يقوم على الاستعانة بالأرواح ، ودعائها لتحقيق مآرب الساحر ، وهذا هو الّذي ينصرف إليه اسم السحر عند إطلاقه ، وهو الّذي قد يشتبه جنسه بالأعمال الدينية ، بخلاف بعض الأعمال السحرية التي تعتمد الوسائل المادية ، فمن هذا القسم نوع يقوم على المهارة وخفّة اليد ، وهو المسمى بالشعبذة ( وهي إراءة غير الواقع واقعاً ، بسبب الحركة السريعة الخارجة عن العادة ) (1).
ونوع ينتفع بالخصائص الطبيعية والكيماوية للأشياء ، وهذا هو سحر علماء الصيدلة ونحوهم ، ونوع يعتمد على حساب سير الشمس والقمر ، ومواقع النجوم ، وما يظّن من الارتباط بينها وبين حوادث الكون ، وهو المسمى « التنجيم » (2).
( أما القسم الروحي ، فالفرق الرئيسي بينه وبين الديانات ، هو أنّ الاستعانة بالأرواح فيه استعانة استخدام وتسخير ، لا استعانة عبودية وتمجيد وتقديس .
هذا وقد ذكر دور كهايم ومتابعوهُ فروقاً اُخرى فقالوا : إنّ وجه الانفصال بين الحقيقيتن هو : أنّ الأصل في الشعائر الدينية أن تُؤدّى في الجماعة ، وأن الفكرة الدينية تؤلف بين معتنقيها في وحدة معنوية ، ولا كذا السحر الذي هو عمل فردي سري ، فضلاً عن أنّه في الغالب ينتهك حرمة
1) منهاج الصالحين , للسيد الخوئي : 7 ـ المعاملات . 2) منهاج الصالحين , السيد الخوئي : 7 ـ المعاملات .