نزعه الدینیه بین الالهیین و المادیین

فاضل موسوی جابری

نسخه متنی -صفحه : 56/ 15
نمايش فراداده

كون الشي داعياً إلى أمر بسبب ملازمة عقلية أو عرفية بينهما ، وبين كون الشيء موجداً لذلك الأمر في رحاب الذهن ومبدعاً له ، والصحيح في المقام هو الأول دون الثاني) (1).

ثالثاً : النظرية الماركسية

تذهب الماركسية في تعليلها لظهور الدين ، إلى أن الدين من صنع الطبقات البرجوازية التي سيطرت على رؤوس الأموال ، وامتلكت الأراضي ووسائل الانتاج واتخذت من الدين وسيلة لتخدير العمال والفلاحين ، لئلا يقوموا بثورات تحررية ضدهم .

فالدين وليد حاجة الطبقة البرجوازية وذلك للاِبقاء على الفوارق الطبقية في المجتمع عن طريق خداع الكادحين بجرعات الأمل الكاذب ، واليأس من السعادة في هذه الدنيا ، من خلال شدّهم إلى عالم الوهم والخيال ، وهو عالم الآخرة .

يقول ماركس : ( إن التعاسة الدينية ، في الوقت الذي تكشف فيه عن التعاسة الحقيقية ، بمثابة اعتراض على هذه التعاسة ، الدين عبارة عن أنين كائن بائس ، وقلب عالم قاسٍ ، وروح وجود لا روح فيه ، الدين أفيون الشعوب .

إن اختفاء الدين الذي هو بمثابة سعادة الناس الوهمية ، يعتبر من مقتضيات سعادتهم ، إننا نريد أن نهبَ الناس سعادة حقيقية ، فلا بدَّ من أخذ هذه السعادة الوهمية منهم ، .... وعليه فإن انتقاد الدين يعني ـ حتماً ـ

1) الله خالق الكون | جعفر الهادي : 34 .