واحدة هي قوله تعالى :
( فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) (1).
وفي اللغة العربية تدلّ صيغة « فِعلَة » على المصدر الدال على هيئة الفعل ونوعه ، وعليه فإن كلمة « فطرة » الّتي ترد بشأن الإنسان وعلاقته بالدين ( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) تعني تلك الهيئة الّتي خلق بها الإنسان .
أي إن الله قد خلق الإنسان بهيئة خاصة ، بما فيها تلك الخصائص التي أودعها فيه متميزاً عن خلقه ، وهي فطرته (2).
وقال الطبرسي في ( مجمع البيان ) : « فطرة الله : الملة ، وهي الدين والإسلام والتوحيد ، التي خُلق الناس عليها ولها وبها ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « كل مولد يولد على الفطرة ، حتّى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه ويمجّسانه » (3).
وجاء في ( تفسير الميزان ) : « قال الراغب : أصل الفطر الشق طولاً . يقال : فطر فلان كذا ، وأفطر هو فطوراً وانفطر انفطاراً . إلى أن قال : وفطر الله الخلق ، وهو إيجاد الشيء وإبداعه على هيئة مترشحة لفعل من الأفعال. فقوله : ( فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) إشارةٌ منه تعالى إلى ما فطر ،أي أبدع وركز فيه من قوته على معرفة الإيمان ، وهو المشار إليه بقوله : ( ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ) (4).
1) سورة الروم : 30|30 . 2) الفطرة | المطهري : 10 ـ 11 . 3) مجمع البيان | الطبرسي 8 : 59 . 4) الميزان | الطباطبائي 1 : 287 ، سورة الزخرف : |78 .