ورع

عبد الله بن محمد بن ابی الدنیا؛ محقق:محمد بن حمد الحمود

نسخه متنی -صفحه : 107/ 20
نمايش فراداده

انسان يقال له : محمد بن اسحاق ، بلخي وكان يضع للكلام اسنادا ، وكان كذابا يروي احاديث من ذات نفسه مناكير .

قلت : ابن اسحاق هذا ذكره الذهبي في الميزان ( 3 475 - 476 ) وقال : وكان احد الحفاط الا ان صالح جزرة قال : كذاب وقال الخطيب : لم يكن يوثق به ، وقال احمد بن سيار المروزي : كان آية من الآيات في الحفظ ، وكان لا يكلمه احد الا علاه في كل فن ، وقال ابن عدي : لا ارى حديثه يشبه حديث اهل الصدق اه‍ .

وقال ابراهيم الحربي : رحم الله بن ابي الدنيا ، كنا نمضي الى عفان نسمع منه ، فنرى ابن ابي الدنيا جالسا مع محمد بن الحسين البرجلاني ، يكتب عنه ويدع عفان .

وقال اسماعيل بن اسحاق القاضي : رحم الله ابا بكر مات معه علم كثير . ( انظر التهذيب 6 13 ) .

وذكره ابن ابي يعلي في ( طبقات الحنابلة ) ( 1 192 - 195 ) فقال : .

صاحب الكتب المصنفة ، ذكره أبو محمد الخلال فيمن روي عن امامنا احمد اه‍ .

وذكر له سؤالين سالهما ابن ابي الدنيا الامام احمد .

وقال الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) ( 2 677 ) : المحدث العالم الصدوق . صاحب التصانيف .

وقال الحافظ ابن كثير في ( البداية والنهاية ) ( 11 71 ) : الحافظ المصنف في كل فن المشهور بالتصانيف الكثيرة النافعة الشائعة الذائعة في الرقاق وغيرها ، وهي تزيد على مائة مصنف ، وقيل انها نحو الثلاث مئة ، وقيل اكثر وقيل اقل .

وقال الحافظ في ( التقريب ) صدوق حافظ ، صاحب تصانيف .

* سعة علمه ، وعمله*

نقل الذهبي في السير ان ابن ابي الدنيا كان إذا جالس احدا ان شاء اضحكه ، وان شاء ابكاه في آن واحد ، لتوسعه في العلم والاخبار .

وقال الزركلي في الاعلام ( 4 118 ) : وكان من الوعاظ العارفين باساليب الكلام وما يلائم طبائع الناس ، ان شاء اضحك جليسه ، وان شاء ابكاه اه‍ .

وهذا يدل عى تبحر في الاخبار والمواعظ والنوادر ويدلك على ذلك ايضا كثرة تصانيفه ، كما سيأتي .

اما عن عمله ، فقال قال الخطيب : كا يؤدب غير واحد من اولاد الخلفاء .

وقال احمد بن كامل : كان ابن ابي الدنيا مؤدب المعتضد .

وقال الخطيب اخبرني عبد الله بن ابي بكر بن شاذان اخبرنا ابي حدثنا أبو ذر القاسم بن داود بن سليمان قال حدثني ابن ابي الدنيا قال : دخل المكتفي ( 1 ) علىالموفق ولوحه بيده ، فقال مالك لوحك بيدك ؟ قال : مات غلامي واستراح من الكتاب ، قال : ليس هذا من كلامك ، هذا كان الرشيد امر ان يعرض عليه الواح اولاده في كل يوم اثنين وخميس فعرضت عليه ، فقال لابنه : ما لغلامك ليس لوحك معه ؟ قال : مات واستراح من الكتاب قال : وكان الموت اسهل عليك من الكتاب قال : نعم قال فدع الكتاب ، قال ثم جئته فقال لي : كيف محبتك لمؤدبك ؟ قال : كيف لا احبه وهو اول من فتق لساني بذكر الله وهو من ذاك ان شئت اضحكك ، وإذا شئت ابكاك ، قال : يا راشد احضرني هذا ، قال ( اي ابن ابي الدنيا ) فاحضرت فقربت قريبا من سريره وابتدات في اخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا .

قال فجاءني راغب أو يانس فقال لي : كم تبكي الامير ؟ فقال قطع الله يدك مالك وله يا راشد تنح عنه ، قال وابتدات فقرات عليه نوادر الاعراب ، قال فضحك ضحكا كثيرا ، ثم قال : شهرتني شهرتني ، وذكر الخبر بطوله .

قال أبو ذر فقال لاحمد بن محمد بن الفرات : اجر له خمسة عشر دينارا كل شهر ، قال أبو ذر : فكنت اقبضها لابن ابي الدنيا الى ان مات .

اشتهر ابن ابي الدنيا بكثرة تصانيفه فقد ذكر الذهبي له في السيد ( 163 ) مصنفا ، في شتى الفنون خصوصا المواعظ والسير والاخبار ، وقد اعتمد على كتبه كثير من المؤرخين كالخطيب البغدادي وغيره ، والمفقود من مؤلفاته اكثر من الموجود .

فمن مؤلفاته المطبوعة :

1 - الحلم .