ورع

عبد الله بن محمد بن ابی الدنیا؛ محقق:محمد بن حمد الحمود

نسخه متنی -صفحه : 107/ 6
نمايش فراداده

الفضلات .

وفي الترمذي مرفوعا الى النبي ( ص ) ( يا ابا هريرة كن ورعا ، تكن اعبد الناس ) .

* [ ما الذي يدفعنا الى الورع ]*

ثم يتابع ابن القيم فيقول : قال صاحب المنازل .

( الورع : توق مستقصى على حذر .

وتحرج على تعظيم ) .

يعني ان يتوقى الحرام والشبه ، وما يخاف ان يضره اقصى ما يمكنه من التوقى لان التوقى والحذر متقاربان .

الا ان ( التوقى ) فعل الجوارح .

و ( الحذر ) فعل القلب .

فقد يتوقى العبد الشئ لا على وجه الحذر والخوف .

ولكن لامور اخرى : من اظهار نزاهة وعزة وتصوف ، أو اعتراض آخر ، كتوقي الذين لا يؤمنون بمعاد ولا جنة ولا نار ما يتوقونه من الفواحش والدناءة ، تصونا عنها .

ورغبة بنفسهم عن مواقعتها ، وطلبا للمحمدة ، ونحو ذلك .

وقوله ( أو تحرج على تعظيم ) يعني ان الباعث على الورع عن المحارم والشبه اما حذر حلول الوعيد .

واما تعظيم الرب جل جلاله ، واجلالا له ان يتعرض لما نهى عنه .

فالورع عن المعصية : اما تخوف أو تعظيم .

واكتفى بذكر التعظيم عن ذكر الحب الباعث على ترك معصية المحبوب ، لانه لا يكون الا مع تعظميه .

والا فلو خلا القلب من تعظيمه لم تستلزم محبته مخالفته .

كمحبة الانسان ولده وعبده وامته .

فإذا قارنه التعظيم اوجب ترك المخالفة .

قال ( وهو على ثلاث درجات .

الدرجة الاولى

تجنب القبائح لصون

النفس ، وتوفير الحسنات ، وصيانة الايمان ) .

هذه ثلاث فوائد من فوائد تجنب القبائح .

احداها

صون النفس .

وهو حفظهما وحمايتها عما يشينها ، ويعيبها ويزري بها عند الله عز وجل وملائكته ، وعباده المؤمنين وسائر خلقه .

فان من كرمت عليه نفسه وكبرت عنده صانها وحماها ، وزكاها وعلاها ، ووضعها في اعلى المحال .

وزاحم بها اهل العزائم والكمالات .

ومن هانت عليه نفسه وصغرت عنده القاه