انصار الحسین(ع)

محمد مهدی شمس الدین

نسخه متنی -صفحه : 221/ 5
نمايش فراداده

الشهادة في مدلولها القضائي ، هي إظهار الحقيقة لاجل إثباتها في صراع وخصومة بين شخصين أو جماعتين
يختلفان ويتنازعان على حق من الحقوق يدعيه كل واحد منهما لنفسه ، فيأتي الشاهد ليظهر حقيقة الموقف .
ومن هنا فلابد أن يكون هذا الشاهد منفصلا عن الطرف المبطل الظالم ، أو المبطل المخطئ ، انفصالا تاما
، ومتحدا مع الطرف المحق اتحادا تاما ، لامن موقع ذاتي أو مصلحي ، وإنما من موقع موضوعي خالص ، لا
مجال فيه لاية نزعة ذاتية ، إلا نزعة الانتصار للحق . أما الشهادة في مدلولها الايماني الحضاري
الاجتماعي في الصراع بين الحق والباطل ، وبين العدل والطغيان ، فإنها تحتوي المفهوم السابق للشهادة
وتزيد عليه وتتجاوزه . فمفهوم الشهادة هذا لا يمكن أن يحمله أي إنسان كما قلنا ، وإنما يمكن أن يبلغه
فريق خاص من الناس . ذلك لان الناس صنفان : فمن الناس من تكون حياته ( فكره ذكاؤه شبكة علاقاته
الاجتماعية - ثروته - قدرته الجسدية - حواسه ) . مسخرة لخدمة مصالحه الذاتية ، الشخصية والعائلية ،
ويكون كل فعل من أفعاله مسخرا لخدمة ذاتية ، دون أن تكون ثمة أية رؤية للحياة وللمجتمع تتجاوز هذا
الهدف ، وهذا الانسان هو ما اصطلحنا على تسميته في بعض أحاديثنا بالانسان " المسطح " . الانسان الذي
تشغل حياته مساحة واسعة أو ضيقة من حياة الناس