انصار الحسین(ع)

محمد مهدی شمس الدین

نسخه متنی -صفحه : 221/ 6
نمايش فراداده

حوله ، دون أن يكون لها أي عمق ، ودون أن يكون لها أية أبعاد أخرى في حياة الآخرين ، إنه يبادلهم
المنافع ويبادلهم الخدمات ، ولكن من منطلق ذاتي محض ، لا ينظر إلى مصالحهم وإلى سعادتهم أو شقائهم ،
وإنما ينظر فقط إلى مصلحته الخاصة . قد يكون هذا الانسان صالحا بمقدار ما يكون عادلا ، وبمقدار ما
يكون ملتزما بالقوانين ، ولكنه بالتأكيد ليس إنسانا رساليا ، ويستحيل عليه أن يكون شهيدا . ومن
الناس من يشارك الآخرين في حياته ، لا من منطلق ذاته ومصلحته ، وإنما من منطلق مصالح الآخرين
وهمومهم ومصائرهم ، أي أنه يتجاوز ذاته نحو الآخرين ، ويجعل من حياته مشروعا عاما يخدم من خلاله
الآخرين ، على خلاف الصنف الاول ، الذي لا تعدو حياته أن تكون مؤسسة خاصة مغلقة ، وهذا الانسان هو ما
اصطلحنا على تسميته في بعض أحاديثنا بالانسان " المكعب " إنه الانسان الذي تشغل حياته مساحة كبيرة أو
صغيرة من حياةالآخرين ، ولكن لا من منطلق ذاتي ونفعي ، وإنما من منطلق غيري وتضحوي يجعل حياته مشاعا
، يعود بالنفع والخير على الآخرين ، الذين لا يرجو منهم نفعا ، ولاجزاء ولاشكورا . إن حياته ذات
أبعاد ، وأبعادها هي الآخرون . هذا الانسان ، هو إنسان صاحب قضية ، فحياته ذات بعد معنوي تشكله
القضية ، وحياته غنية بمقدار ما في قضيته من غنى ، ونبيلة بمقدار ما في قضيته من صوابية