والدليل على ذلك قوله سبحانه بعد ذكرهم ـ عليهم السَّلام ـ :
( أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ ) .(1)
وفي نفس الآية يقول سبحانه:( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُو العَزْمِ ) .
وهذا الوجه من أضعف الأقوال وأبعدها عن الحق في تفسير «أُولو العزم»، لأنّه سبحانه لم يخص الاهتداء
بالثمانية عشر فقط، بل قد أشار إلى آبائهم وأبنائهم وإخوانهم بقوله:
( وَمِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّيّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ وَهَدَيْناهُمْ إِلى صِراط مُسْتَقيم ) .(2)
ثمّ أعقب ذلك بقوله سبحانه:
( أُولئِكَ الَّذِينَ هَدى اللّهُ فَبِهُداهُمُاقْتَدِه... ) .
ولا وجه لحصر الهداية بالثمانية عشر فقط.
أضف إلى ذلك: إنّ من بين هؤلاء الثمانية عشر اسم النبي يونس الذي ورد في حقّه قوله تعالى:
( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ... ) .
حيث نُهي الرسول ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عن اتّباع طريقة يونس ـ عليه السَّلام ـ العجولة.
1 . الأنعام:89. 2 . الأنعام:87.