إنّ حقيقة الإنسان وقيمته الواقعية تكمن في علمه ومعرفته، وعلى أقلّ تقدير انّها تشكّل الجزء الأهم في شخصيته، فالإنسان العاري من العلم والمعرفة إنسان غير متكامل، بل لابدّ من إدراجه ووضعه في ضمن قائمة البهائم، ولقد أفرغ الشاعر الإيراني مولوي هذه الحقيقة في بيت من الشعر يخاطب فيه الإنسان بما معناه:
أيّها الإنسان إنّما حقيقتك علمك ومعرفتك، وما عدا ذلك تكون مجموعة من العظام والعصب.
كما أشار الشاعر العربي المعروف المتنبّي إلى هذا المعنى وتلك الحقيقة بقوله:
ولقد حاز ربيب الرسول الأكرم وسيد الأوصياء وإمام العلم والبلاغة أمير المؤمنين قصب السبق في هذا المجال حيث عبّر عن تلك الحقيقة بأبلغ عبارة وأفصحها عندما قال ـ عليه السَّلام ـ:
«قيمة كلّ امرئ ما يحسنه».
1 . ديوان المتنبي:4/308.