فکر الخالد فی بیان العقائد

جعفر سبحانی تبریزی؛ ترجمه: خضر ذوالفقاری

نسخه متنی -صفحه : 425/ 335
نمايش فراداده

فقال رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ :

«كَذِبْتُمْ، يمنعكم من الإسلام ثلاث: عبادتكم الصليب، وأكلكم لحم الخنزير، وزعمكم أنّ للّه ولداً».

فقالوا: المسيح هو اللّه لأنّه أحيا الموتى، وأخبر عن الغيوب، وأبرأ من الأدواء كلّها، وخلق من الطين طيراً.

فقال النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ : «هو عبد اللّه وكلمته ألقاها إلى مريم».

فقال أحدهم: المسيح ابن اللّه، لأنّه لا أبَ له.

فسكت رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ عنهم، فنزل الوحي بقوله تعالى:

( إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُراب ).(1)

فقال وفد نجران: إنّا لا نزداد منك في أمر صاحبنا إلاّ تبايناً، وهذا الأمر الذي لا نقرّه لك، فهلمّ فلنلاعنك أيّنا أولى بالحق فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين.(2)

فأنزل اللّه عزّ وجلّ آية المباهلة على رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ :

( فَمَنْ حاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جائَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبينَ ).(3)

فدعاهم إلى المباهلة، فقبلوا، واتّفق الطرفان على أن يقوما بالمباهلة في اليوم اللاحق.

1 . آل عمران:59.

2 . بحار الأنوار:21/325، ولكنّ آية المباهلة وكما يستفاد من السيرة الحلبية تفيد أنّ النبي هو الذي اقترح المباهلة ابتداءً كما تفيد عبارة ( تعالَوا ندع أَبْناءنا... ).

3 . آل عمران:61.