تعالى : ان بعض الأشياء نعلمكم إياها ليس بعنوان تأسيس ، بل بعنوان إمضاء وتأييد ، ولكن هناك مجموعة مسائل ومعارف نأتي بها وهي ليست فقط بعيدة عن متناول البشرية في الماضي القريب أو البعيد ، بل إن البشرية لا تستطيع الوصول إليها في المستقبل القريب أو البعيد أيضاً ( ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) وليس ( ما لا تعلمون ) . القرآن يعلم البشر شيئاً لا يقدر البشر أن يفهمه من عنده ، وهذه الآية هي طرية كل يوم ، انها تحدثنا كل يوم وتقول : إن لديّ بياناً جديداً وطرياً ليس في متناول البشر ، وهذا التعبير الرفيع قاله تعالى في شأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً : ( وعلمك ما لم تكن تعلم ) (1) .
فهذه ليست ( علّمك ما لم تعلم ) أو ( ما لا تعلم ) . مع كل ما لدى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نبوغ وقابلية خاصة ، فان الله تعالى يقول انه علم النبي شيئاً لم يكن بمقدوره أن يعلمه ، مسأله الغيب ، ومسألة البرزخ ، ومسألة القيامة ، ومواقف القيامة ، ومسألة الجنة ، ومسألة جهنم ، والاسماء الحسنى الإلهية ، ومئات المسائل الغيبية الأخرى ، هذه ليست في متناول شخص ، بناء على هذا فإن الكلام يبقى جديداً كل يوم ( ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون ) .
(1) سورة النساء ، الآية : 113 .