ألا بعدين ، وعادى فيك الاقربين ، واذأب نفسه في تبليغ رسالتك واتعبها في الدعاء الى ملتك ، وشغلها بالنصح لاهل دعوتك ، وهاجر الى بلاد الغربة ، ومحل النأي عن موطن رحله ، وموضع رحله ومسقط رأسه ، ومأنس نفسه أرادة منه لاعزاز دينك ، واستنصاراً على اهل الكفر بك حتى استتب(1) له ما حاول في اعدائك ، وأستتم ما دبر في اوليائك ، فنهد(2) اليهم مستفتحاً بعونك ، ومتقوياً على ضعفه بنصرك ، فغزاهم في عقر ديارهم وهجم عليهم في بحبوحة قرارهم ، حتى ظهر أمرك ، وعلت كلمتك ، ولو كره المشركون.
اللهم فارفعه بما كدح فيك الى الدرجة العليا من جنتك حتى لا يساوي في منزلة ، ولا يكافأ في مرتبة ، ولا يوازيه لديك ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، وعرفه في اهله الطاهرين وأمته المؤمنين من حسن الشفاعة أجل ما وعدته يا نافذ العدة ويا وافي القول ، يا مبدل السيئات باضعافها من الحسنات انك ذو الفضل العظيم(3).
(1) استتب له الامر اي استقام وتم قاله الزمخشري في اساس اللغة وقال ابن الاثير في النهاية في حديث الدعاء حتى استتب له ما حاول في اعدائك اي استقام واستمر. (2) نهد اي ظهر وبرز من بابي نفع وقتل. (3) الصحيفة الكاملة السجادية.