يناجى ربه فقال : إلهي بدك قدرتك ، والتقدير على غير ما به وصفوك وإني برىء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شيء الهي ولن يدركوك وظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك وفي خلقك يا إلهي مندوحة(1) أن يتناولوك بل سووك بخلقك ومن ثم لم يعرفوك واتخذوا بعض اياتك رباً فبذلك وصفوك ، تعاليت عما به المشبهون نعتوك(2).
نفي التشريك في الالهية اي استحقاق العبادة ، وهي اقصى غاية التذلل والخضوع ولذا لا يستعمل الا في التذلل لله تعالى لأنه هو المولى لاعظم النعم بل جميعها فهو المنتهي لاقصى الخضوع وغايته ، والمخالف في ذلك مشركوا العرب واضرابهم فانهم بعد علمهم بان صانع العالم واحد كانوا يشركون الاصنام في عبادته ثانيها نفي التشريك في صانيعة العالم والمخالف في ذلك الثنوية واضرابهم ثالثها ما يشمل المعنيين المتقدمين وتنزيهه عما لا يليق بذاته وصفاته تعالى من النقص والعجز والجهل والتركيب واحتياج والمكان وغير ذلك من الصفات السلبية وتوصيفه بالصفات الثبوتية الكمالية رابعها ما تشمل تلك المعاني وتنزيهه عما يوجب النقص في افعاله ايضا من الظلم وترك اللطف وغيرها وبالجملة بكل ما يتعلق به سبحانه تعالى ذاتا وصفاتاً وافعالاً اثباتاً ونفياً. (1) مندوحة الفسحة والوسعة. (2) بحار الانوار ج2 ص 146 والارشاد ص 240 للمفيد.