بلاغه الامام علي بن الحسين (ع)

جعفر حایری

نسخه متنی -صفحه : 288/ 53
نمايش فراداده

قسوة القلوب البطنة ، وفطرة الميلة ، وسكرة الشبع ، وغرة الملك مما يثبط ويبطي عن العمل ، وينسي الذكر ، ويلهي عن اقتراب الأجل حتى كان المبتلى بحب الدنيا به خبل من سكر الشراب ، وان العامل عن الله الخائف منه ، العامل له ، ليمرن نفسه ، ويعودها الجوع ، حتى ما تشتاق الى الشبع ، وكذلك تضمر الخيل لسبق الرهان ، فاتقوا عباد الله تقوى مؤمل ثوابه وخائف عقابه ، فوالله انتم اعذر وأنذر ، وشوق وخوف ، فلا أنتم إلى ما شوقكم اليه من كريم ثوابه تشتاقون فتعملون ، ولا أنتم مما خوفكم به من شديد عقابه ، وأليم عذابه ترهبون فتنكلون وقد نباكم الله في كتابه :(1) ( انه من يعمل الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وانا له كاتبون ) ثم ضرب لكم الأمثال في كتابه ، وصرف الآيات لتحذروا عاجل زهرة الحياة الدنيا فقال(2) ( انما اموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم ) فاتقوا الله ما استطعتم ، وأسمعوا وأطيعوا ، فاتقوا الله واتعظوا بمواعظ الله ، وما أعلم إلا كثيراً منكم قد هلكته(3) عواقب المعاصي فما

(1) سورة الانبياء اية 94.

(2) سورة الانفال اية 38.

(3) نهكته خ ل.