ما اصابهم أم بعمل ؟.
فقال (ع) : ان القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد فالروح بغير جسد لا يحس ، والجسد بغير صورة لا حراك بها ، فاذا اجتمعا قويا وصلحا ، كذلك العمل والقدر ، فلو لم يكن القدر واقعاً على العمل لم يعرف الخالق من المخلوق ، وكان القدر شيئاً لا يحس ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر ، لم يمض ولم يتم ، ولكنهما باجتماعهما قويا ، ولله العون لعباده الصالحين.
ثم قال : ألا من جور الناس من جوره عدلا ، وعدل المهتدي جوراً ، ألا أن للعبد أربعة عيون عينان يبصر بهما أمر آخرته ، وعينان يبصر بهما أمر دنياه ، فاذا أراد الله عز وجل بعبد خيراً فتح له العينين اللتين في قلبه ، فابصر بهما العيب ، واذا اراد غير ذلك ، ترك القلب عافية ، ثم التفت إلى السائل من القدر فقال : هذا منه(1).
(1) اي ان فتح العينين وتركهما من القدر والرواية مذكورة في بحار الانوار ج3 ص 38 للمجلسي.