بلاغه الامام علي بن الحسين (ع)

جعفر حایری

نسخه متنی -صفحه : 288/ 79
نمايش فراداده

ائمة الدين ، وشجرة النبوة ، اخلاص الديانة ، واخذوا أنفسهم في مخايل الرهبانية ، وتعالوا في العلوم ، ووصفوا الاسلام بأحسن صفاتهم ، وتحلوا باحسن السنة ، حتى إذا طال عليهم الأمد ، وبعدت عليهم الشقة ، وامتحنوا بمحن الصادقين ، رجعوا على أعقابهم ناكصين عن سبيل الهدى ، وعلم النجاة ، يتفسحون تحت اوراق البزل ولا يحرزوا السبق الرزايا وان جرت ولا يبلغ الغايات إلا سبوقها وذهب آخرون إلى التقصير في امرنا ، واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم ، اتهموا بمأثور الخبر مما استحسنوا ، يقتحمون في اعمال الشبهات ودياجير الظلمات ، بعير قبس نور من الكتاب ، ولا اثرة علم من مظان العلم بتحذير مثبطين ، زعموا انهم على الرشد من غيهم ، والى من يفزع خلف هذه الأمه ، قد درست أعلام الملة والدين الأمة بالفرقة والاختلاف يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول : ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جائتهم البينات ) فمن الموثوق به على ابلاغ الحجة ، وتأويل الحكمة ، إلا اهل الكتاب ، وابناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى ، الذين احتج الله بهم على عباده ، ولم يدع الخلق سدى من غير حجة ، هل تعرفوهم أو تحدونهم الا من فروع الشجرة المباركة ، وبقايا صفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم