ولاتحادثه ، فان الاحمق هجنه عبن(1) غائباً كان أو حاضراً ، ان تكلم فضحه حمقه ، وأن سكت قصر فقربه عنه ، وان عمل افسد ، وان استرعى اضاع ، لاعلمه من نفسه يغنيه ، ولا علم غيره ينفعه ، ولا يطيع ناصحه ، ولا يستريح مقارنه ، تود امه لو انها ثكلته ، واطرته فقدته ، وجاره بعد داره ، وجليسه الوحدة من مجالسته ، أن كان اصغر من في المجلس اغنى من فوقه ، وان كان اكبر افسدهم من دونه(2).
أقول : ويجيء في الباب الثالث من هذا الكتاب حديثه مع ابنه عليه السلام : يحذره من ا لمصاحبة باشخاص : منها الاحمق.
ان قال لهم : اذا أصابتكم مصيبة أو نزلت بكم فاقة ، فليتوضاء الرجل ويحسن وضوئه ، ويصلي أربع ركعات وبعد الفراغ يقول :
(1) الهجنة القبيح وما يعيبه الانسان ، والعبن بتشديد النون الغليظ الخشن. (2) ناسخ التواريخ.