وأنشدني أيضاً : [ من الطويل ]
قال أبو بكر قال عبد الرحمن قال عمي :
فقمت والله وقد أنسيت أهلي وهان علي طول الغربة وشظف العيش سروراً بما سمعت .
ثم قال لي : يا بُنيَّ! مَنْ لم تكن استفادةُ الأدب أحبَّ إليه من الأهل والمال لم يَنْجُب .
وقال محمد بن المعلي الأزدي في كتاب الترقيص : حدثنا أبو رياش عن الرياشي عن الأصمعي قال : كنت أغشى بيوت الأعراب أكتب عنهم كثيراً حتى أَلفوني وعرفوا مُرادي فأنا يوماً مارٌّ بَعذَارى البصرة قالت لي امرأة : يا أبا سعيد ائت ذلك الشيخ فإنَّ عنده حديثاً حسناً فاكتبه إن شئت .
قلت : أحسن الله إرشادَك فأتيت شيخاً همّاً فسلمت عليه فرد عليَّ السلام وقال : من أنت قلت : أنا عبد الملك بن قُرَيْب الأصْمَعي قال : ذُو يتتبع الأعراب فيكتب ألفاظهم قلت : نعم وقد بلغني أن عندك حديثاً حسناً مُعْجباً رائعاً وأخبرني باسمك ونسبك قال نعم أنا حذيفة بن سور العَجلاني ولد لأبي سبعُ بنات متواليات وحملت أمي : فقلق قلقاً كاد قلقه يفلُق حبةَ قلبه من خوف بنت ثامنة فقال له شيخ من الحي : ألاَ استغثت بمَنْ خَلَقهنّ أن يكفيك مؤْنتهن! قال : لا جَرَم لا أدعوه إلاّ في أحب البقاع إليه فإنه كريم لا يضيع قَصْد قاصديه ولا يخيب آمال آمليه البيت الحرام وقال : [ من الرجز ]
فإذا بهاتف يقول [ من الرجز ]