مزهر في علوم اللغة و انواعها

عبد الرحمان بن ابي بكر سيوطي؛ تحقیق: فؤاد علي منصور

نسخه متنی -صفحه : 928/ 741
نمايش فراداده

ذكر من سئل من علماء العربية عن شيء فقال لا أدري قال : القاضي أبو علي المُحسن بن التَّنُوخي في كتابه أخبار المذاكرة ونشْوار المحاضرة .

حدثني علي بن محمد الفقيه المعروف بالمسرحي أحد خلفاء القضاة ببغداد قال : حدثني أبو عبد الله الزعفراني قال : كنت بحضرة أبي العباس ثعلب يوماً فسئل عن شيء فقال : لا أدري فقيل له : أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل وإليك الرحلة من كل بلد فقال للسائل : لو كان لأمك بعدد لا أدري بَعْر لاسْتَعْنَتْ .

قال القاضي أبو علي : ويشبه هذه الحكاية ما بلغنا عن الشَّعبي أنه سئل عن مسألة فقال : لا أدري فقيل له : فبأي شيء تأخذون رزق السلطان فقال : لأقول فيما لا أدري لا أدري وقال ابن أبي الدنيا في كتاب الأشراف : حدثني أبو صالح المرْوَزيّ قال : سمعت أبا وهب محمد بن مزاحم قال : قيل للشَّعبي : إنا لنستحيي من كثرة ما تُسأل فتقول لا أدري فقال : لكنْ ملائكةُ الله المقربون لم يستحيوا حين سئلوا عما لا يعلمون أن قالوا : ( لاَ علْمَ لَنَا إلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إنَّكَ أَنْتَ الْعَليمُ الْحَكيْمُ ) .

وقال محمد بن حبيب : سألت أبا عبد الله محمد بن الأعرابي في مجلس واحد عن بضع عشرة مسألة من شعر الطّرماح يقول في كلها : لا أدري ولم أسمع أَفَأُحَدّثُ لك برأيي أورده ياقوت الحموي في معجم الأدباء .

وفي أمالي ثعلب

قال الأخفش : لا أدري والله ما قول العرب ( ضع يديه بين مَقْمُورتين ) يعني بين شَرَّتين .