وقال أبو بكر : حدثني أحمد بن يحيى حدثنا عبيد الله بن شبيب حدثنا داوود بن إبراهيم الجَعْفري عن رجل من أهل البادية قال : قيل لابنة الخُس : أي الرجال أحب إليك قالت : السهل النجيب السَّمْح الحسيب النَّدْب الأريب السّيد المهيب .
قيل فهل بقي أحد من الرجال أفضل من هذا قالت :
نعم الأهيف الهَهفاف الأنف العياف المفيد المتلاف الذي يخيف ولا يخاف .
قيل فأي الرجال أبغض إليك قالت :
الأَوْرَه النّؤوم الوَكل السَّؤوم الضعيف الحَيْزُوم اللئيم الملوم .
قيل : فهل بقي أحد شر من هذا قالت نعم الأحْمق النزَّاع الضائع المُضاع الذي لا يُهاب ولا يطاع .
قالوا : فأيّ النساء أحب إليك قالت : البيضاء العَطرة كأنها ليلة قمرة .
قيل : فأي النساء أَبغَض إليك قالت :
العنْفص القصيرة التي إن استنطقتها سَكَتَتْ وإن أسكتّهَا نطقت . ضبّ ابنة الخُسّ
قال ابن دريد في أماليه : أخبرنا عبد الرحمن قال : أخبرني عمي قال : قيل لابنة الخس : ما ضَبّك قالت :
ضَبّي أعور عنين ساحٍ حابل لم ير أنثى ولم تره .
قولها : أعور أي لا يبرح جُحْره .
والساحي : الذي يأكل السَّحَاة .
والحابل : الذي يأكل الَحبْلَة وهو ثمر الآلاء والسَّرْح .
وفي أمالي القالي قال بَهْدل الزُّبَيريّ : أتى رجل ابنة الخُسّ يستشيرها في امرأة يتزوجها فقالت : انظر رَمْكاء جسيمة أو بيضاء وَسيمة في بيت جدّ أو بيت حَدّ أو بيت عز فقال : ما تركت من النساء شيئاً قالت : بلى النساء تركت السُّوَيْدَاء الممْراض والحُمَيْراء المحْياض الكثيرة المظَاظ .