امامة و التبصرة من الحيرة

علي بن حسين ابن بابويه؛ تحقیق: السید محمدرضا الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 171/ 65
نمايش فراداده

الطريق(2)، أمرني فأدنيت راحلتي من راحلته، ثم وسدني ذراعي(3)، وناقتانا(4) مقترنان مايفترقان، فنكون كذلك الليلتين والثلاث، وإن ابني يصنع هذا، على ماترى من حداثة سنه، كما كنت أصنع.

قال: قلت: يا مولاي، زدني.

قال: ان أبي كان يأتمنني على كتب رسول الله صلى الله عليه وآله بخط علي بن أبي طالب عليه السلام، واني لائتمن إبني هذا عليه، فهي عنده اليوم.

قال: قلت: يا مولاي، زدني.

قال: قم، فخذ بيده فسلم عليه، فهو مولاك وإمامك من بعدي، لا يدعيها - فيما بيني وبينه - أحد الا كان مفتريا.

يا فلان، إن أخذ الناس يمينا وشمالا، فخذ معه، فانه مولاك وصاحبك، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.

قال: فقمت إليه، فأخذت بيده، فقبلتها وقبلت رأسه، وسلمت عليه، وقلت: أشهد أنك مولاي وإمامي.

قال: فقال لي: أجل، صدقت، وأصبت، وقد وفقت، أما إنه لم يؤذن لي في أول ما كان منك.

قال: قلت له: بأبي أنت وأمي، أخبر بهذا؟ قال: نعم، فأخبر به من تثق به، وأخبر به فلانا وفلانا - رجلين من أهل الكوفة - وأرفق بالناس، ولا تلقين(5) بينهم أذى.

قال: فقمت فأتيت فلانا وفلانا، وهما في الرحل، فأخبرتهما الخبر.

وأما فلان: فسلم وقال: سلمت ورضيت، وأما فلان: فشق جيبه وقال: لا والله، لا أسمع ولا أطيع ولا أقر حتى أسمع منه.

2 - وفي الكشى: فنعس وهو على راحلته.

3 - كذا في النسختين، وفى الكشى: فوسدته ذراعى.

4 - هذا هو الصحيح، وكان في النسختين: وناقتان.

5 - هذا هو الظاهر، وكان في النسختين: لا تلقون.