قراءة فی کتاب «الصحیح من سیرة الرسول الأعظم»

مصطفى نصر الله

نسخه متنی
نمايش فراداده

قراءة في كتاب: الصحيح من سيرة الرسول الأعظم

منبع: سايت چهارده معصوم

قراءة: مصطفى نصر الله

لا يمكنك عزيزي القارئ أن تتصفح التاريخ وتعتمد على مضمونه دون التفحص والتأمل. فالتاريخ مرّ بعواصف من الجعل والتحريف والتزييف. جعلته مزيجاً من الصدق والكذب. إضافة إلى ذلك فقد كتب بأقلام مأجورة همها علفها. ونحن على أعتاب القرن الواحد والعشرين نرى الحقيقة متلاطمة في بحر التاريخ، وإن طلابها لا يصلون إليها إلا عن طريق بعض الومضات التي تنير لهم المسير. وهذه الومضات المنيرة للدرب، قام بمسؤوليتها وتحمل أعبائها، جمع من المحققين هدفهم انتشال ضحايا التاريخ المزيف، وجعلهم في أحضان التاريخ الصحيح. ومنهم العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي، فهو خريج المدرسة العاملية العريقة والذي ظل سنين طويلة عاكفاً على التحقيق والتنقيب في مجاهيل التاريخ ليستخرج منه اللؤلؤ والمرجان وتقديمه مائدة لكل من يريد الحق. وهنا نستعرض أحد تحقيقاته المهمة التي جمعها في موسوعة (الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)) بدأ المؤلف بمقدمة حول التاريخ وضح من خلالها مهمة التاريخ - كونه يعكس حياة الأمم في العصور السالفة، وكيف أن الأمم اهتمت به تدويناً، ودرساً، وبحثاً، وتمحيصاً - وتساءل المؤلف - هل نملك تاريخاً - فأجاب: (نملك أغنى تاريخ عرفته أمة ولكن لا نستطيع أن نعول عليه في إعطاء صورة كاملة وشاملة ودقيقة عن كل ما سلف من أحداث). وينتهي المؤلف إلى أن الكتاب (محاولة استخلاص صورة نقية وواضحة قدر الإمكان عن تاريخ نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولسوف ينصب اهتمامنا بصورة أكثر وأوفر على إبعاد كل ذلك الجانب المريض من النصوص المجعولة تاريخياً). صدر من الكتاب إلى الآن عشرة أجزاء عن دار الهادي ودار السيرة، الطبعة الرابعة منه سنة 1415 هـ 1995 م.