أوقاتها الخاصة، ولكل مأموم حرية الاقتداء بأي إمام شاء.
*
* وقد بنى الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) في زمانه في المدينة المنورة سبعة وأربعين مسجداً ، وكانت
تقام الصلاة في جملة منها، ولم يدل دليل على أنه(صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الناس جميعاً بصلاة
واحدة في مسجده.
*
*بل عيّن بنفسه الشريفة(أم ورقة) لأن تصلي بالنساء، فمن شاءت كانت تصلي معه(صلى الله عليه وآله وسلم)
ومن شاءت كانت تصلي مع أم ورقة.
*
*وفي زمان أمير المؤمنين علي(عليه السلام) كانت مساجد خاصة بالنساء في مسجد الكوفة، مما يظهر منه عدم
حضورهن جميعاً للصلاة معه(عليه السلام) في المسجد.
*
*إن الإسلام دين الحرية إلا فيما استثنى ـ وهو نادر جداً ـ وليست صلاة الجماعة من المستثنى.
*
*فاللازم أن يرجع أمر الصلاة في الجماعة والفرادى إلى السابق من عهد الإسلام الطويل..
*
*ولو صحت البدعة لصح إجبار الناس على أن يطوفوا بشكل منظم كصفوف عسكرية، ولا شك أنه أجمل لكنه خلاف
الحرية.
*
*حاله حال ما إذا أجبر الناس على لبس لباس واحد في الصلاة أو غيرها كما في نظام الجند، أو بأكل الجميع
طعاماً واحداً ظهراً أو مغرباً، أو بالسكن في نوع واحد من الدور، أو بألف توحيد وتوحيد مما يخالف
قانون السلطنة(8) والحرية.
*
*وكل ذلك خلاف الشرع والعقل وخلاف عمل الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) ومن جاء بعده من
الحكام والخلفاء والى هذا اليوم، وفي كل البلاد الإسلامية وغير الإسلامية حيث تتعدد الصلوات في
المساجد الوسيعة في البلاد الإسلامية أو غير الإسلامية.
*
*وهكذا في آفاق البلاد، فان كل بلد بحسبه في الوقت، ولا يصح شرعاً ولا من الناحية العلمية توحيدها،
ففي الحديث: (إنما عليك مشرقك ومغربك)(9).
*
*وإطلاق الحديث، وسيرة المسلمين أيضا على تعدد أول الشهر حتى بالنسبة إلى أول شهر رمضان وأول شوال،
وقد ذكرنا تفصيل ذلك في(الفقه).
*
*وإلا فالقائلون بالسفور ـ مثلاً ـ يرون أن ذلك أجمل بالنسبة إلى النساء السافرات! فليس كل جميل هو
المفروض..
*
*بالإضافة إلى أن للاختلاف جمالاً لا يوجد في ما يرونه من الاتحاد، مضافاً إلى أن فيه رعاية ما أوجبه
الشرع من حفظ حرية الإنسان وكرامته..
*
*فاللازم أن تقام صلوات الجماعة لكل من أراد من مختلف الأئمة والمذاهب في الحرمين الشريفين وفي
البقيع الغرقد ومن دون أي محذور، كما كان عليه سيرة المسلمين.*
*منع الكتاب*