«الزمان والمكان عنصران فاعلان في الاجتهاد ، فالمسألة التي كان لها في القديم حكم معيّن ، قد تتّخذ في ضوء العلاقات السائدة في ميادين السياسة والاجتماع والاقتصاد حكماً جديداً ؛ بمعنى أنّ المعرفة الدقيقة للعلاقات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة تجعل الموضوع الأوّل ، الذي يبدو في الظاهر وكأنّه لا يختلف عن الموضوع القديم ، موضوعاً جديداً يتطلّب لزاماً حكماً جديداً» .[40]
ومن هنا ، فإنّ التبليغ يستلزم التفقّه في الدين ، والمبلّغ الكامل هو الذي يلائم بين ما يدعو إليه والأحكام التابعة للظروف الزمانيّة والمكانيّة الخاصّة . ولهذا السبب فإنّ الناس مكلّفون بالرجوع إلى الفقهاء في المسائل المستحدثة ، وهؤلاء الفقهاء يمكنهم ـ في ضوء ما لديهم من معرفة بالإسلام على أساس التوجيهات المستقاة من أهل البيت عليهم السّلام ومع أخذ عنصر الزمان والمكان بنظر الاعتبار ـ تقديم إرشاداتهم للناس في مواجهة الشبهات والمستجدّات الاجتماعيّة والثقافيّة والسياسيّة .[41]
192 . الإمام عليّ عليه السّلام : يَنبَغي أن يَكونَ عِلمُ الرَّجُلِ زائِداً عَلى نُطقِهِ ، وعَقلُهُ غالِباً عَلى لِسانِهِ .[42]
193 . عنه عليه السّلام : لا تَتَكَلَّم بِكُلِّ ما تَعلَمُ ، فَكَفى بِذلِكَ جَهلا .[43]
وَ لا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ ى عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَـلـِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـُولا .[44]
194 . الإمام عليّ عليه السّلام : لا تُخبِر بِما لَم تُحِط بِهِ عِلماً .[45]
195 . عنه عليه السّلام : رَحِمَ اللهُ امرَأً عَرَفَ قَدرَهُ ، ولَم يَتَعَدَّ طَورَهُ .[46]
196 . عنه عليه السّلام : مَن وَقَفَ عِندَ قَدرِهِ أكرَمَهُ النّاسُ .[47]
197 . عنه عليه السّلام : مَن تَعَدّى حَدَّهُ أهانَهُ النّاسُ .[48]
198 . زرارة بن أعين : سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السّلام : ما حَقُّ اللهِ عَلَى العِبادِ ؟ قالَ : أن يَقولوا ما يَعلَمونَ ، ويَقِفوا عِندَ ما لا يَعلَمونَ .[49]
راجع :كتاب «العلم والحكمة» : آداب العالم / التوقّف عند الجهل .
199 . رسول الله صلّى الله عليه و آله : ما ِمن عَبدٍ يَخطُبُ خُطبَةً إلا اللهُ سائِلُهُ عَنها ما أرادَ بِها .[50]
200 . عنه صلّى الله عليه و آله : يا أبا ذَرٍّ ، ما مِن خَطيبٍ إلا عُرِضَت عَلَيهِ خُطبَتُهُ يَومَ القِيامَةِ ، وما أرادَ بِها .[51]
201 . عنه صلّى الله عليه و آله : مَن قامَ بِخُطبَةٍ لا يَلتَمِسُ بِها إلا رِياءً ، أوقَفَهُ اللهُ جلّ جلاله يَومَ القِيامَةِ مَوقِفَ رِياءٍ وسُمعَةٍ .[52]
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَــلَـتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ و وَ لا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَ كَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا .[53]