توسل

جعفر سبحانی تبریزی

نسخه متنی -صفحه : 88/ 78
نمايش فراداده

وأنت إذا لاحظت ما سبق من الصحاح والحسان وما نذكره الآن تذعن لتواترها الاِجمالي:

1 ـ توسّل الاَعرابي بالنبي نفسه

روى جمع من المحدّثين أنّ أعرابياً دخل على _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وقال: لقد أتيناك وما لنا بعير يئط، ولا صغير يغط، ثم أنشأ يقول:

  • أتيناك والعذراء تَدمي لبانها ولا شيء ممّا يأكل الناس عندنا وليس لنا إلاّ إليك فرارنا وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل ؟

  • وقد شغلت أُمّ الصبي عن الطفل سوىالحنظلالعاميوالعلهزالفسل وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل ؟ وأين فرار الناس إلاّ إلى الرسل ؟

فقام _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يجر رداءه حتى صعد المنبر، فرفع يديه وقال: اللّهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً... فما ردّ النبي يديه حتى ألفت السماء... ثم قال: لله درّ أبي طالب، لو كان حياً لقرّت عيناه. من ينشدنا قوله ؟ فقام علي بن أبي طالب ـ عليهما السلام ـ وقال: كأنّك تريد يا رسول الله قوله:

  • وأبيض يستسقي الغمام بوجهه يطوف به الهلاّك من آل هاشم فهم عنده في نعمة وفواضل

  • ثمال اليتامى عصمة للاَرامل فهم عنده في نعمة وفواضل فهم عنده في نعمة وفواضل

فقال _ صلى الله عليه وآله وسلم _: أجل.

فأنشد علي _ عليه السلام _ أبياتاً من القصيدة، والرسول يستغفر لاَبي طالب على المنبر، ثم قام رجل من كنانة وأنشد يقول: لك الحمد والحمد ممّن شكر سُقينا بوجه النبي المطر(1)

(1) السيرة الحلبية 1: 116. لاحظ فتح الباري 2: 494، والقصيدة مذكورة في السيرة النبوية لابن هشام 1: 272 ـ 280.