وأنت إذا لاحظت ما سبق من الصحاح والحسان وما نذكره الآن تذعن لتواترها الاِجمالي:
روى جمع من المحدّثين أنّ أعرابياً دخل على _ صلى الله عليه وآله وسلم _ وقال: لقد أتيناك وما لنا بعير يئط، ولا صغير يغط، ثم أنشأ يقول:
فقام _ صلى الله عليه وآله وسلم _ يجر رداءه حتى صعد المنبر، فرفع يديه وقال: اللّهمّ اسقنا غيثاً مغيثاً... فما ردّ النبي يديه حتى ألفت السماء... ثم قال: لله درّ أبي طالب، لو كان حياً لقرّت عيناه. من ينشدنا قوله ؟ فقام علي بن أبي طالب ـ عليهما السلام ـ وقال: كأنّك تريد يا رسول الله قوله:
فقال _ صلى الله عليه وآله وسلم _: أجل.
فأنشد علي _ عليه السلام _ أبياتاً من القصيدة، والرسول يستغفر لاَبي طالب على المنبر، ثم قام رجل من كنانة وأنشد يقول: لك الحمد والحمد ممّن شكر سُقينا بوجه النبي المطر(1)
(1) السيرة الحلبية 1: 116. لاحظ فتح الباري 2: 494، والقصيدة مذكورة في السيرة النبوية لابن هشام 1: 272 ـ 280.