جمل فی النحو

خلیل بن احمد فراهیدی

نسخه متنی -صفحه : 67/ 3
نمايش فراداده

وقال آخر
( فيوم علينا ويوم لنا ويوم نساء ويوم نسر ) يعني نساء فيه ونسر فيه ومنه قول الله جل اسمه في البقرة (
منهم من كلم الله ) أي كلمه الله والنصب من مصدر
كقولك خرجت خروجا وأرسلت رسولا وإرسالا
قال الشاعر
( ألا ليت شعري هل إلى أم معمر سبيل فأما الصبر عنها فلا صبرا )
--------------------
67
لآخر
( أما القتال فلا أراك مقاتلا ولئن هربت ليعرفن الأبلق )
نصب القتال والصبر على المصدر
وقد يجعلون الاسم منه في موضع مصدر فيقولون أما صديقا مصافيا فليس بصديق وأما عالما فليس بعالم
معناه أما كونه عالما فليس بعالم والنصب من قطع
مثل قولك هذا الرجل واقفا أنا ذا عالما
قال الله جل ذكره ( وهذا صراط ربك مستقيما )
ومثله ( فتلك بيوتهم خاوية ) على القطع
ومثله ( هذا بعلي شيخا ) على القطع وكذلك ( وله الدين واصبا )
--------------------
68
وكذلك ( وهو الحق مصدقا )
معناه وله الدين الواصب وهو الحق المصدق
وكذلك ( تساقط عليك رطبا جنيا ) معناه تساقط عليك الرطب الجني
فلما أسقط الألف واللام نصب على قطع الألف واللام
وقال جرير
( هذا ابن عمي في دمشق خليفة لو شئت ساقكم الي قطينا )
نصب خليفة على القطع من المعرفة من الألف واللام
ولو رفع على معنى هذا ابن عمي هذا خليفة لجاز
وعلى هذا المعنى يقرأ من يقرأ ( وإن هذه أمتكم أمة واحدة )
فإن جعل هذا اسما وابن عمي صفته وخليفة خبره جاز الرفع
ومثل هذا قول الرفع
( من يك ذا بت فهذا بتي مقيظ مضيف مشتي )
( أعددته من نعجات ست سود جعاد من نعاج الدشت )
( من غزل أمي ونسيج بنتي )
--------------------
69
رفع كله على معنى هذا بتي هذا مقيظ هذا مصيف هذا مشتي
وأما قول الشاعر النابغة
( توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام وذا العام سابع )
فرفع العام بالابتداء وسابع خبره
وقال أيضا
( فبت كأني ساورتني ضئيلة من الرقش في أنيابها السم ناقع )
فرفع السم بالابتداء وناقع خبره