حقوق الاجتماعيه في الاسلام

مركز الرساله

نسخه متنی -صفحه : 109/ 4
نمايش فراداده

زمان ومكان ـ وذلك في خطبته التاريخيّة في حجة الوداع ، قبل أسابيع قليلة من رحيله في السنة العاشرة للهجرة . أي قبل أكثر من أربعة عشر قرناً !

(عن أبي سعيد الخدري قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أوسط أيّام التّشريق خطبة الوداع فقال : «يا أيُّها النّاس إنّ ربّكم واحدٌ ، وإنّ أباكم واحدٌ، ونبيكم واحدٌ ، ولا فضل لعربي على عجمي ، ولا لعجمي على عربي ، ولا أحمر على أسود ، ولا أسود على أحمر إلاّ بالتقوى..») (1). وعنه أيضاً : «الناس سواء كاسنان المشط» (2).

وبذلك أعلن صلى الله عليه وآله وسلم مبدأ المساواة التامة بين جميع أفراد النوع الاِنساني بصرف النظر عن اللغة واللَّون والجنس ، وهذا المبدأ لم ينبس به أحد قبل ظهور الاِسلام ؛ لاَن الناس كانوا يعتدّون بأجناسهم إلى أقصى حدّ ، حتى كبار الفلاسفة منهم .

ألم يقل افلاطون : اني لاَشكر الله على ثلاث: أن خلقني إنساناً ولم يخلقني حيواناً ، وأن جعلني يونانياً ولم يجعلني من جنس آخر ، وأن أوجدني في عهد سقراط (3)!

بينما نجد العكس تماماً عند أول الناس اسلاماً الاِمام علي عليه السلام ، كما جاء في عهده لمالك الاَشتر ـ الذي يُعد وثيقة تاريخية في غاية الاَهمية ـ : «وأشْعِر قلبك الرَّحمة للرَّعيَّة.. ولا تكُونَنَّ عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنمُ أكلهُمْ ،

(1) كنز العمال 3 : 93 | 5655 و 3 : 699 | 8502 قريب منه .

(2) كنز العمال 9 : 38 | 24822 .

(3) أُنظر : كتاب ، مع الاَنبياء في القرآن الكريم ، لعفيف عبدالفتاح طبّارة 417 ، ط16 ، دار العلم للملايين ـ بيروت .