حقوق الاجتماعيه في الاسلام

مركز الرساله

نسخه متنی -صفحه : 109/ 83
نمايش فراداده

وهناك نقطة جوهرية كانت مثار اهتمام الاَئمة عليهم السلام وهي ضرورة تحصين عقول الناشئة من الاتجاهات والتيارات الفكرية المنحرفة من خلال تعليمهم علوم أهل البيت عليهم السلام واطلاعهم على أحاديثهم ، وما تتضمنه من بحر زاخر بالعلوم والمعارف . وحول هذه النقطة بالذات ، يقول الاِمام علي عليه السلام : «علّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم الله به لا تغلب عليهم المرجئة برأيها» (1)، وقال الاِمام جعفر الصادق عليه السلام : «بادروا أحداثكم بالحديث قبل أن يسبقكم اليهم المرجئة» (2).

ومن المعلوم أن فكر المرجئة حينذاك يملي للظالمين ويمدّ لهم حبال الاَمل في النجاة ؛ لاَنه يرفض الثورة على الحاكم الظالم ، ويُرجئ حسابه إلى يوم القيامة ، ويعتبر الفاسق الذي يرتكب الكبائر مؤمناً ! لاَجل ذلك النشء اهتم الاَئمة عليهم السلام بتحصين فكر النشىء الجديد ضد التيارات الفكرية المنحرفة والوافدة ، من خلال الدعوة إلى تعليم الاَطفال الافكار الاِسلامية الاَصيلة التي تُستقى من منابع صافية .

4 ـ حق العدل والمساواة

إنّ النظرة التمييزية للاَطفال ـ وخصوصاً بين الذكر والاَُنثى ـ تزرع بذور الشقاق بين الاَشقاء ، وتحفر الاَخاديد العميقة في مجرى العلاقة الاَخوية بينهما ، فالطفل ذو نفسية حساسة ، ومشاعره مرهفة ، فعندما يحسّ أنّ والده يهتم كثيراً بأخيه ، سوف يطفح صدره بالحقد عليه . وقد يحدث أن

(1) الوسائل 21 : 578 | 5 باب 84 من أبواب أحكام الاَولاد .

(2) فروع الكافي 6 : 50 | 5 باب تأديب الولد ، وعنه في تهذيب الاحكام 8 : 111 | 381 ، والوسائل 21 : 476 ـ 477 | 1 باب 84 من أبواب أحكام الاَولاد .