حياة البرزخية

جعفر سبحاني تبريزي

نسخه متنی -صفحه : 86/ 18
نمايش فراداده

الآية الأُولى

قال سبحانه : ( قُلْ يَتَوفّاكُمْ ملكُ المَوتِ الّذي وكّل بِكُمْ ثُمَّ إليهِ تُرجَعونَ )(1) .

الآية تردّ على ادّعاء المشركين القائلين بأنّ الموت بطلان الشخصية وانعدامها ، وأنّها منوطة بجسده المادي ، بأنّ شخصيته قائمة بشيء آخر لا يضلّ ولا يبطل ، بل يؤخذ عن طريق ملك الموت إلى أن يحشره الله يوم القيامة .

وإليك بيان الشبهة والإجابة ، في ضمن تفسير آيتين :

قال سبحانه :

1 ـ ( وقالُوا ءإذا ضَلَلْنا في الأرض ءإنّا لَفي خلَق جَديد بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرون )(2) .

2 ـ ( قُلْ يَتوفّاكُمْ مَلَكُ المَوتِ الَّذي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرجَعُون ) .

تدلّ هاتان الآيتان على «خلود الروح» بعد انحلال الجسد وتفكّكه وذلك بالبيان الآتي :

كان المشركون يستبعدون إمكانية عودة الإنسان بعد تفكّك جسمه الماديّ وتبدّده في التراب .

ولهذا اعترضوا على فكرة الحشر والنشر يوم القيامة ، وقد عبّر القرآن الكريم عن اعتراضهم بقوله :

( قالوا ءإذا ضَلَلنا في الأرضِ ءإنا لَفي خَلق جَديد ) .

يعني أنّ الموت يوجب فناء البدن ، وتبعّض أجزائه ، وضياعها في ذرات التراب ، فكيف يمكن جمع هذه الأجزاء الضّالة المتبعثرة ، وإعادة تكوين الإنسان

(1) السجدة : 11 .

(2) السجدة : 10 .