حياة البرزخية

جعفر سبحاني تبريزي

نسخه متنی -صفحه : 86/ 44
نمايش فراداده

السنّة الشريفة والصلة بين الحياتين

ما تلوناه عليك كان مجموعة من الآيات الناصعة الدالّة على وجود الصلة بين الحياتين ، وأنّ قسماً من الأنبياء تكلّموا مع البرزخيين .

وأمّا السنّة الشريفة ، فهناك روايات وافرة دالّة على ما نتوخّاه نأتي بقسم منها :

1 ـ النبىّ الأكرم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ يكلّم أهل القليب : لقد انتهت معركة بدر بانتصار عظيم للمسلمين وهزيمة نكراء للمشركين; فقد غادر المشركون ساحة القتال هاربين صوبَ مكة مخلِّفين وراءهم سبعين قتيلا من صناديدهم وساداتهم ، ووقف النبيّ يخاطب القتلى واحداً واحداً ويقول :

«ياأهل القليب ، يا عتبة بن ربيعة ، ويا شيبة بن ربيعة ، ويا أُمّية بن خلف ، ويا أبا جهل (وهكذا عدّد من كان منهم في القليب) هل وجدتم ما وعدكم ربّكم حقّاً؟ فإنّي قد وجدتُ ما وعدني ربّي حقّاً» .

فقال له بعض أصحابه : يا رسول الله أتنادي قوماً موتى؟ فقال ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ : «ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ، ولكنّهم لا يستطيعون أن يجيبوني» .

وكتب ابن هشام يقول : إن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أضاف بعد هذه المقالة وقال :

«ياأهل القليب ، بئس عشيرة النبيّ كنتم لنبيكم ، كذّبتموني وصدّقني الناس ، وأخرجتموني وآواني الناس ، وقاتلتموني ونصرني الناس» .

ثمّ قال : «هل وجدتم ما وعدكم ربّي حقّاً» (1) .

(1) السيرة النبوية 1 : 649 ; السيرة الحلبية 2 : 179 و180 وغيرهما .