زهد للإمام أحمد بن حنبل

بواحد ويفطر باخر وكان اذا اصبح علمنا القران حتى اذا امكنته الصلاة قام فصلى فلا يزال يصلي حتى العصر قال ثم يعلمنا القران فاذا صلى المغرب قال فهي ليلته حتى يصبح حدثنا عبد الله حدثنا ابي حدثنا روح حدثنا عون عن محمد قال قبل عند عبد الله بن عامر ان عامر بن عبد قيس العنبري لا يأكل اللحم ولا يأكل السمن ولا يقرب النساء ولا يمس جلده جلد احد ولا يقرب المساجد ويزعم انه خير من ابراهيم فدخل معقل بن يسار على عبد الله بن عامر وقد تحدثوا عنده بهذا وكان معقل خليلا لعامر بن عبد قيس فقال عبد الله بن عامر لمعقل بن يسار الا ترى ما يقول هؤلاء لخليلك قال وما يقولون قال يقولون كذا ويقولون كذا للذي قالوا فما كلمهم معقل حتى خرج فركب دابته فاتى عامرا وهو في داره فاذا هو قاعد في مسجده وعليه برنس فجاء فجلس اليه فقال له معقل اتيتك من عند هؤلاء وانهم حدثوني عنك حديثا قال حسبت انه قال فافزعني فقال عامر وما حدثوك قال يزعمون انك تفعل كذا وتفعل كذا للذي ذكروا قال فما كلمه عامر بكلمة حتى اخرج يده من برنسه فقبض على يده ثم قال اما قولهم لا يأكل اللحم فانهم يشترون العلج من السبي الذي لا يفقه الاسلام فيذبح وانا اذا اشتهيت اللحم ارسلنا الى شاه فذبحناها واما قولهم لا يأكل السمن فاني اكل السمن الذي يجيء من ارض العرب واما الذي يجيء من ارض العجم فاني لا ادري ما يخالطه فذلك الذي يحملني على تركه واما قولهم لا يقرب النساء فوالله ما بي اليهن من نشاط وما عندي مال فبأي شيء اغر امرأة مسلمة ما اجيء بها الى واما قولهم لا يقرب المساجد فاني في مسجدي هذا فاذا يوم الجمعة ذهبت فصليت في جماعة المسلمين ثم رجعت الى مسجدي هذا وقولهم بزعم انه خير من ابراهيم فاني لا اشعر ان احدا يتجرى ان يقول هذا حدثنا عبد الله حدثني ابي حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي قال الصباح بن ابي عبيدة العنبري حدثني شيخ منا قال صحبت عامر بن عبد قيس في سفر فلما عرس القوم قام فاصلح من متاعه