إن الانقلابات التي حدثت في أوروبة، والحوادث المهمة التي أثارت النفوس والملاحم القديمة والمعارف التاريخية كل ذلك أثار الأفكار ووجهها نحو الإبداعية لكن ذلك قد ولد في نفوس الشباب سويداء سوداء، فترى القلوب في حيرة ووجوم دونما سبب. لقد قضى شباب هذا العصر طفولتهم المبكرة في عهد الثورة الإمبراطورية، ووصلوا عهد اليفاع في عهد كله انطلاق وانبعاث وحرية وتجدد..
ومن الطبيعي جداً في مثل هذه الأحوال أن تتعطش نفوسهم للمجد وللكبرياء، وتطمح كذلك للكفاح لإحراز الظفر الأكبر، لكن هذا الشعور الملتهب والعواطف الجائشة، سرعان ما كانت تخمد، لأنهم لم يجدوا أمامهم أي أمل في أن يحققوا هذه الأحلام والتصورات. إن الذهول واليأس والكآبة هي عزاؤهم الوحيد، وهذا الذي دعاه المؤرخون بمرض العصر.