ظهرت الإبداعية في إيطاليا أيضاً، لكن ظهورها جاء متأخراً وأقل شأناً من الآداب الأخرى، ويتصف هذا الأدب ببعض الميزات الإقليمية المحلية، وهو -كما رأينا في ألمانيا- أدب وطني يتصف بفكرة الكفاح والنضال في سبيل الوحدة الإيطالية والتخلص من النير الأجنبي. وأشهر الأدباء هما مانتزوني وبيليكو.
"مانتزوني 1785- 1873" عاش هذا الأديب في وسط إفرنسي راق لأن والدته كانت تتردد على صالون الماركي كوندورسة في باريس وقد أثر فيه هذا المجتمع إذ قاده إلى حالة الشك والكفران، لكنه لم يلبث أن عاد لإيمانه واستغفر ربه ومن أبدع ما كتب (الخطيبان) وضعها عام 1827، وقد وصف فيها الشعب الإيطالي خلال القرن السابع عشر، وعبر عن ميله إلى الوحدة الإيطالية.
والأديب الثاني هو "سيليفيو بيليكو 1788- 1854" عاش في غمرة الثورة الطاغية التي قامت في إيطاليا للتحرر من الحكم النمساوي، وقد سجن مع بعض زملائه لانتسابهم لجمعية الفحامين الإيطالية (الكاربوناري). وقد أصدر بعد أن خرج من السجن كتابه (سجوني) وفي كتابه هذا يذكر لنا أن الألم والشقاء ضروريان لكل إنسان في الحياة حتى يبلغ أو يقترب من الكمال الأخلاقي والمثل الأعلى.