رئيس مجمع اللغة العربية في المملكة الأردنية الهاشمية
".. نعتقد أن جهداً كبيراً قد بذل من أجل تحقيق النصوص الشعرية وضبطها وأن هذا الديوان (سوق الرقيق لابن نباتة المصري) قد أعد إعداداً مناسباً للنشر، وأن نشر هذا القسم من شعر ابن نباتة قد أضاف شيئاً جديداً إلى شعره المعروف بديوانه الكبير..
واستطرد الدكتور خليفة مقرظاً كتاب (العفيف التلمساني- شاعر الوحدة المطلقة) قائلاً:
ناقش المؤلف في القسم الأول من الفصل الثاني نسب الشاعر مناقشة علمية دقيقة، بين فيها الخطأ الذي وقع فيه كثير من المؤلفين المحدثين والقدامى، ولاسيما في كشفه عما وقع في التصحيف بين (الكوفي) و(الكومي)، وبالرغم من هذه المناقشة الرائعة لموضوع نسبة الشاعر إلى اللسان، فإننا نرى في كثير من القضايا التي أثارها المؤلف حول هذه النسبة تعابير عن رموز صوفية.. وفي الحديث عن الآثار الشعرية الصوفية، فقد قام الباحث بدراسة دقيقة، واستطاع أن يجلو كثيراً من الحقائق الغامضة في فكر الشاعر، ولاسيما في تفكيره الصوفي، وبالرغم من ذلك فيا حبذا لو تعمق المؤلف في بيان هوية (ليلى) و(علوة) و(سلمى) و... الخ، فهل كانت رموزاً صوفية، ولماذا اختار تعدد الرموز في تعبيره عن ذلك الإشعاع الإلهي من خلال هذه الظلمات الحالكة.. وقد أجاد المؤلف في حديثه عن الرمزية الصوفية عند الشاعر، وذلك من خلال تتبعه الدقيق..
كان الحب الموضوع الرئيسي الذي طرقه الشاعر التلمساني، وقد عالج المؤلف هذا الموضوع معالجة جيدة.. أجاد المؤلف في بحث الخمرة الإلهية في شعر العفيف التلمساني، فاستطاع أن يغوص إلى أعماق الرمزية الصوفية عند الشاعر. لم ير فيما أورده للشاعر عبثاً لفظياً وتأنقاً في الصنعة البلاغية، بل رأى فيه رمزية صوفية..
وهكذا فقد استطاع المؤلف أن يدرس شعر التلمساني دراسة عميقة، وأن يعطينا صورة واضحة لعقيدته، ولاسيما في تحليله للقصائد الأربع التي تترجم الحالة الثانية من حالة الشاعر..
والخلاصة فقد لمست الجهود الكبيرة التي بذلها الدكتور عمر موسى باشا في ميادين البحث والتحقيق.