أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون(10).
دين الإسلام يأمر بالفضائل وينهى عن الرذائل وهي بالإضافة إلى كونها عقلية تتفق الأديان السماوية فيها فلا ترى فضيلة في دين الإسلام إلا وهي فضيلة في شريعة المسيح أو الكليم عليهما السلام.
ولا تكون رذيلة نهى عنها الإسلام إلا وقد نهى عنها شرائع السماء كافة وترجع أصول الجميع إلى ستة: طهارة اللسان.
طهارة السمع.
طهارة البصر.
طهارة القلب.
طهارة البطن.
طهارة الملمس.
أما طهارة اللسان:فمن الكذب والغيبة والبهتان والسخرية والخوض في الباطل وشهادة الزور والحكم الباطل.
وأما طهارة السمع:فمن استماع الغناء والكذب.
وأما طهارة البصر:فمن أن يمد عينه إلى ما ينافي الصلاح.
وأما طهارة القلب:فمن الغل والحسد والكبر والرياء والنفاق والعجب.
وأما طهارة البطن:فمن المحرم من المآكل والمشارب كالسرقة والخيانة.
وأما طهارة الملمس:فمما ينافي العفة.
فهل يمكن أن لا ينهى نبي عن الخيانة أو لايأمر بالصدق أو يبيح الوقوع في أعراض الناس؟ كلا..
اتفقت كلمة الأنبياء عليهم السلام على الصلاح والطهارة والعفة والنزاهة والاستقامة في العمل والخلق والعشرة.
يقول القرآن الحكيم عن عيسى عليه السلام وبراً بوالدتي ولم يجعلني جبارا (11). ويقول عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم إنك لعلى خلق عظيم(12).
اتفقت رسالات الله في الصلاة والزكاة والحج والجهاد والأمر بالخير والنهي عن الشر وتولي الصالحين والتبري من المفسدين.
وهي التي تعتبر في الشريعة الإسلامية بإضافة الخمس الذي هو شقيق الزكاة الفروع العبادية وهذه بالإضافة إلى أن الكتب السماوية مليئة بها وبالأخص القرآن الحكيم أمور تأمر بها العقول وتستحسنها الطبائع.
أليست الصلاة تشكراً عن الله لنعمه وخضوعاً لعز جلاله وهل يرتاب عاقل في استحقاق الخالق الرازق العطوف الودود للشكر والخضوع.
أليست الزكاة والخمس حقاً مالياً يؤديها الأغنياء للمصالح العامة التي منها إقامة أود (13) الفقير وترفيه الحياة على البائس المسكين.
أليس الحج قصداً إلى بيت الله الذي جعله علماً للناس يتذكرون فيه ربهم ويثوبون إلى رشدهم ويطهرون بأعمالهم الروحانية رواسب أنفسهم.
أليس الجهاد دفعاً للمفسدين وتطهيراً للأرض عن الطواغيت المسيطرين وتخليصاً للضعفاء عن براثن الظالمين المستعبدين وكسراً لقيود الجهل والخنوع أمام من لا يستحق الإعظام.
أليس الأمر بالخير والنهي عن الشر حماية يقوم بها الاجتماع الصالح حتى لو قل المصلحون لفسدت الأرض ومن عليها.
أليس تولي الصالحين والتبري من المفسدين من دعائم المجتمع الخير حتى يرغب الناس في الخير ويقلعون