ومات حاكما بصنعاء اليمن في جمادى الاخرة سنة (1250) عن ست وسبعين سنة وسبعة اشهر من مولدهرحمه اللّه تعالى.
لخص هذه الترجمة بالقاهرة محمد بن محمد بن يحيى زبارة الحسني الصنعاني غفر اللّه تعالى له ولوالديهوللمؤمنين، آمين.
ملحق الوصية في شعر الصحابة والتابعين وبعد، فهذا ملحق وجيز في ما قاله الصحابة والتابعون فحسب، من الشعر في ان الامام عليا (ع) هو وصيرسول اللّه، وخليفته من بعده على امته. وقد اطلعت وقرات قبل هذا من الاحاديث الصحيحة التي عرضهاالشوكاني، واثبت بها الوصاية لابي الحسن علي بن ابي طالب (ع). وستقرا في هذا الملحق من شعر العربالاوائل، شهود ذلك العصر.. نصوصا صريحة في موضوع الوصية، ومعنى الولاية والاستخلاف، وبهذا تكونخلافة الامام علي (ع) للنبي (ص) ثابتة بنص السنة النبوية الشريفة، وشواهد الادب العربي، بلا ادنى شك،ولا ريب.
ولو تتبعنا الشعراء الى ازمنة متاخرة، لالفيت ملحقنا هذا مجلدا ضخما يزخر بمئات بل بلاف الابيات،لكنني اقتصرت فيه على الصحابة والتابعين، لما لهاتين الطبقتين من مميزات وخصائص في اسناد وثبوتالخبر او الواقعة التاريخية، فالشاعر الصحابي لما سمع بنفسه نص الوصية من النبي (ص) مباشرة في مواطنعديدة، او نقل اليه الحادث والحديث وهو بعد معاصره، ورسول اللّه (ص) عنه غير بعيد. ثم ان الوصية كانتعلى ما يبدو حديث المجالس والناس كما ذكر المبرد((81)) (ت286ه / 899م)،فمن الطبيعي ان تاتي الوصيةبعد ذلك على لسانه نظما. وقول الصحابي حجة عند البعض، فنلزمه بما الزم به نفسه. وان كنا نقبله بتوافرشروطه مع التحفظ.
واما التابعون، فانهم ليسوا بعيدين عن عصر النبي (ص)، فما زال العهد النبوي غضا طريا، يتجلى امامهم فيوجوه الصحابة، وفي اهل البيت (ع) وفي ازواجه (ص)، بل ما زالت طرقات المدينة المنورة، ومكة المكرمةالتي كان الرسول (ص) يمر بها، والمساجد التي يصلي فيها، والمحاريب التي يتعبد بها.. وما زالت بدر،وخيبر، وغدير خم.. وغيرها من المواطن شاخصة تردد صوت الرحمة والهداية الالهية، وتعيد ذكرياتالسنين القلائل التي خلت، والنبى (ص) يؤاخي، ويوالي، ويستوزر، ويوصي، ويرفع بضبعي ابن عمه عليبن ابي طالب (ع). اضف الى ذلك ان التابعي ياخذ عن رسول اللّه (ص) بواسطة واحدة، وهذه خصيصةتجعل اسناده عاليا معتبرا فيما لو تحققت شروطه.
واخيرا فقد كانت حصيلة توفري على الملحق ان استطعت استقصاء ثلاثة واربعين نصا، لاثنين وثلاثينشاعرا او قائلا. ولعل الطرف غفل عن آخرين، فان حصل هذا فانه يستوجب مني