1234 ـ رسول الله صلّى الله عليه و آله ـ في ذِكرِ الأَئِمَّةِ عليهم السّلام ـ : تاسِعُهُمُ القائِمُ الَّذي يَملَأُ اللهُ جلّ جلاله بِهِ الأَرضَ نورًا بَعدَ ظُلمَتِها ، وعَدلاً بَعدَ جَورِها ، وعِلمًا بَعدَ جَهلِها[1] .
1235 ـ الإمام عليّ عليه السّلام ـ بَعدَ بَيانِ المَلاحِمِ وَالفِتَنِ ـ : فَكَذلِكَ حَتّى يَبعَثَ اللهُ رَجُلًا في آخِرِ الزَّمانِ ، وكَلِبٍ[2] مِنَ الدَّهرِ ، وجَهلٍ مِنَ النّاسِ ، يُؤَيِّدُهُ اللهُ بِمَلائِكَتِهِ ، ويَعصِمُ أنصارَهُ ، ويَنصُرُهُ بِآياتِهِ ، ويُظهِرُهُ عَلى أهلِ الأَرضِ حَتّى يَدينوا طَوعًا وكَرهًا ، يَملَأُ الأَرضَ قِسطًا وعَدلاً ونورًا وبُرهانًا ، يَدينُ لَهُ عَرضُ البِلادِ وطولُها ، لا يَبقى كافِرٌ إلّا آمَنَ بِهِ ولا طالِحٌ إلّا صَلَحَ ، وتَصطَلِحُ في مُلكِهِ السِّباعُ ، وتُخرِجُ الأَرضُ نَبتَها ، وتُنزِلُ السَّماءُ بَرَكَتَها ، وتَظهَرُ لَهُ الكُنوزُ ، يَملِكُ ما بَينَ الخافِقَينِ أربَعينَ عامًا . فَطوبى لِمَن أدرَكَ أيّامَهُ وسَمِعَ كَلامَهُ[3] .
1236 ـ عنه عليه السّلام ـ في خُطبَةٍ لَهُ يومِئُ فيها إلَى المَلاحِمِ ـ : وأخَذوا يَمينًا وشِمالاً ظَعنًا (طَعنًا) في مَسالِكِ الغَيِّ وتَركًا لِمَذاهِبِ الرُّشدِ . فَلا تَستَعجِلوا ما هُوَ كائِنٌ مُرصَدٌ ، ولا تَستَبطِئوا ما يَجي ءُ بِهِ الغَدُ . فَكَم مِن مُستَعجِلٍ بِما إن أدرَكَهُ وَدَّ أنَّهُ لَم يُدرِكهُ ! وما أقرَبَ اليَومَ مِن تَباشيرِ غَدٍ ! يا قَومِ ، هذا إبّانُ (إيّانُ) وُرودِ كُلِّ مَوعودٍ ، ودُنُوٍّ مِن طَلعَةِ ما لا تَعرِفونَ . ألا وإنَّ مَن أدرَكَها مِنّا يَسري فيها بِسِراجٍ مُنيرٍ ، ويَحذو فيها عَلى مِثالِ الصّالِحينَ ؛ لِيَحُلَّ فيها رِبقًا ، ويُعتِقَ فيها رِقًّا ، ويَصدَعَ شَعبًا[4] ويَشعَبَ صَدعًا في سُترَةٍ عَنِ النّاسِ ، لا يُبصِرُ القائِفُ أثَرَهُ ولَو تابَعَ نَظَرَهُ . ثُمَّ لَيُشحَذَنَّ فيها قَومٌ شَحذَ القَينِ[5] النَّصلَ[6] ، تُجلى بِالتَّنزيلِ أبصارُهُم ، ويُرمى بِالتَّفسيرِ في مَسامِعِهِم ، ويُغبَقونَ[7] كَأسَ الحِكمَةِ بَعدَ الصَّبوحِ[8] .
1237 ـ الإمام الباقر عليه السّلام : إذا قامَ قائِمُنا وَضَعَ اللهُ يَدَهُ عَلى رُؤوسِ العِبادِ فَجَمَعَ بِها عُقولَهُم وكَمُلَت بِهِ أحلامُهُم[9].
1238 ـ الفُضَيلُ بنُ يَسارٍ : سَمِعتُ أبا عَبدِاللهِ عليه السّلام يَقولُ : إنَّ قائِمَنا إذا قامَ استَقبَلَ مِن جَهلِ النّاسِ أشَدَّ مِمَّا استَقبَلَهُ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه و آله مِن جُهّالِ الجاهِلِيَّةِ . قُلتُ : وكَيفَ ذاكَ ؟ قالَ : إنَّ رَسولَ اللهِ صلّى الله عليه و آله أتَى النّاسَ وهُم يَعبُدونَ الحِجارَةَ وَالصُّخورَ وَالعيدانَ وَالخَشَبَ المَنحوتَةَ ، وإنَّ قائِمَنا إذا قامَ أتَى النّاسَ وكُلُّهُم يَتَأَوَّلُ عَلَيهِ كِتابَ اللهِ يَحتَجُّ عَلَيهِ بِهِ ، ثُمَّ قالَ : أما وَاللهِ لَيُدخِلَنَّ عَلَيهِم عَدلَهُ جَوفَ بُيوتِهِم كَما يَدخُلُ الحَرُّ وَالقُرُّ ![10] 1239 ـ الإمام الصادق عليه السّلام : العِلمُ سَبعَةٌ وعِشرونَ حَرفًا ، فَجَميعُ ما جاءَ ت بِهِ الرُّسُلُ حَرفانِ ، فَلَم يَعرِفِ النّاسُ حَتَّى اليَومِ غَيرَ الحَرفَينِ ، فَإِذا قامَ القائِمُ عليه السّلام أخرَجَ الخَمسَةَ وَالعِشرينَ حَرفًا فَبَثَّها فِي النّاسِ ، وضَمَّ إلَيهَا الحَرفَينِ حَتّى يَبُثَّها سَبعَةً وعِشرينَ حَرفًا[11] .
1240 ـ عنه عليه السّلام ـ حينَما ذَكَرَ الكوفَةَ ـ : سَتَخلو كوفَةُ مِنَ المُؤمِنينَ ويَأرِزُ عَنهَا العِلمُ كَما تَأرِزُ الحَيَّةُ في جُحرِها . ثُمَّ يَظهَرُ العِلمُ بِبَلدَةٍ يُقالُ لَها : قُمُّ ، وتَصيرُ مَعدِنًا لِلعِلمِ وَالفَضلِ حَتّى لا يَبقى فِي الأَرضِ مُستَضعَفٌ فِي الدّينِ حَتَّى المُخَدَّراتُ فِي الحِجالِ[12] ، وذلِكَ عِندَ قُربِ ظُهورِ قائِمِنا ، فَيَجعَلُ اللهُ قُمَّ وأهلَهُ قائِمينَ مَقامَ الحُجَّةِ ، ولَولا ذلِكَ لَساخَتِ الأَرضُ بِأَهلِها ولَم يَبقَ فِي الأَرضِ حُجَّةٌ ، فَيَفيضُ العِلمُ مِنهُ إلى سائِرِ البِلادِ فِي المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ، فَيَتِمُّ حُجَّةُ اللهِ عَلَى الخَلقِ حَتّى لا يَبقى أحَدٌ عَلَى الأَرضِ لَم يَبلُغ إلَيهِ الدّينُ وَالعِلمُ ، ثُمَّ يَظهَرُ القائِمُ عليه السّلام ويَصيرُ[13] سَبَبًا لِنِقمَةِ اللهِ وسَخَطِهِ عَلَى العِبادِ ، لِأَنَّ اللهَ لا يَنتَقِمُ مِنَ العِبادِ إلّا بَعدَ إنكارِهِم حُجَّةً[14] .
1241 ـ السَّيِّدُ ابنُ طاووسٍ ـ في زِيارَةِ الإِمامِ المَهدِيِّ عَجَّلَ اللهُ فَرَجَهُ ـ : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ ، وأرِنا سَيِّدَنا وصاحِبَنا وإمامَنا ومَولانا صاحِبَ الزَّمانِ ، ومَلجَأَ أهلِ عَصرِنا ، ومَنجى أهلِ دَهرِنا ، ظاهِرَ المَقالَةِ ، واضِحَ الدَّلالَةِ ، هادِيًا مِنَ الضَّلالَةِ ، مُنقِذًا مِنَ الجَهالَةِ[15] .
اللّهمّ إنّي أعتذر إليك من جهلي .
اللّهمّ إنّي أستجير بك من جهلي .
اللّهمّ اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به منّي .
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّدٍ وعجّل فرج قائمهم واملأبه الأرض نوراً بعد ظلمتها وعلماً بعد جهلها ،وارزقنا عقلاً كاملاً، وعزماً ثاقباً، ولبّاً راجحاً، وقلباً ذكيّاً، وعلماً كثيراً، وأدباً بارعاً، واجعل ذلك كلَّه لنا، ولا تجعله علينا. اللّهمّ صلّ على محمّد وآله، وتقبّل منّا، يا