يعتبر تسلّم عبيدالله المهدي مقاليد السلطة في دولة أبي عبدالله الشيعي
بداية انطلاقة الحركة الاسماعيلية في بلاد المغرب، ورغم تستر عبيدالله المهدي بالحركة الشيعية التي قادها أبو عبدالله وأقام دولته على أساسها، ورغم استغلاله ولاء الناس وحبهم لاهل البيت(عليهم السلام)، إلاّ أن ذلك كان وفق خطّة محكمة بهدف الاستيلاء على السلطة و إحكام قبضته عليها، وقد كانت اُولى خطواته بعد تحول السلطة إليه هي اعلان حكومته الجديدة من اشخاص يعرفهم ويثق بهم، وشملت تشكيلاته الجديدة مختلف القطاعات، وأولى العسكر عناية خاصة، واستبدل قواده و رؤساءه بمجموعة من رجاله المخلصين، اختارهم لهذه المهمة، وزودهم بالصلاحيات الكاملة، وجعلهم قيّمين على كل شيء، كما جعل فرسان كتائبه من أصحاب النفوذ في البلاد، وأعطى لكل قسم من العسكر ناحية من كتامة، وأباح لهم حياة الترف والرفاهية، وأمرهم بالتزيّن والتجمل باللباس، فلبسوا خير الثياب، واتسعت أموالهم، و كثرت نعمهم، وأجرى عليهم الصلات وأسبغ عليهم العطاء[1].
وبعد أن صار كل شيء في قبضته راح يتصرّف بكثير من الاستقلالية في الاعمال والتفرد في الرأي ويباشر الامور بنفسه، ثم أخذ يتشبَّه بالملوك ويعيش مثلهم حياة البذخ والترف، واتّخذ الكثير من الجواري لنفسه وولده، ووهب الكثير الى وجوه كتامة[2]. واستعظم أبو عبدالله الشيعي ذلك كثيراً، وأدرك خطورة هذا التصرّف وما ستجرّه هذه السياسة على كتامة وغيرها من فساد في الاخلاق، وانصراف كلّي عن حياة الجهاد والفتوحات، و إضعاف للروح القتالية في نفوسهم، وهو الذي ربّاهم وبنى مجدهم، وبثّ فيهم روح التقشّف، وحبب إليهم الخشونة في العيش وحياة الفطرة وخلّقهم بأخلاقها[3]، وكان لا بدّ له من مواجهة المهدي وتحذيره وتنبيهه، وتقدم منه قائلاً على سبيل النصيحة: «يا مولانا إن كتامة قوم قد قوّمتهم بتقويم، وأجريتهم على ترتيب وتعليم، وتمّ لي منهم بذلك ما أردت، وبلغت بذلك منهم ما قصدت، وهذا الذي فعلته أنت بهم من إعطائهم الاموال وتوليتهم الاعمال وما أمرتهم به من اللباس والحلي فساد لهم للخروج من عادتهم، فلو تركتهم كما كانوا إلى أن اُباشرهم دونك، آمرهم وأنهاهم دونك، فتكون وادعاً في قصرك لا يصل أحد منهم ولا من غيرهم إليك، ليكون ذلك أهيب لك وأشد لامرك، وأرجى لما ترجوه من تمامه وكماله وانتظامه»[4]. عندها بادر عبيدالله المهدي إلى صرف أبي عبدالله عنه و إبعاده فوراً من «رقادة» بصورة لا تدعو إلى الشك حتى يتخلّص بها منه، فطلب إليه التوجّه حالاً مع بعض قواده الكتاميين إلى أرض المغرب لمحاربة الفساد هناك وقيام القبائل على عمالهم[5]. ولما علم أن البلاد في خطر امتثل للامر وأنهى تمرّد القبائل ووضع حداً لخلافها، إلى أن وصل إلى مدينة «تنس» في المغرب الاوسط. فنزل هناك بالموضع المعروف بـ «الثور» وذلك يوم الجمعة 27 ذي الحجة سنة 279هـ ، فجمع وجوه كتامة الذين كانوا قد سبقوه إلى مكان الاجتماع، وكلّمهم في أمر عبيدالله المهدي فوجد عندهم مثل ما عنده من التذمّر والتأفّف والسخط[6].
وبعد أن قفل عائداً الى «رقادة» كان أكبر همّ أبي عبدالله هو الاجتماع بأخيه وأصحابه للاطلاع منهم على أحوال البلاد والاتصالات التي قاموا بها مع أتباعهم والموالين لهم من الكتاميين الساخطين على المهدي والناقمين عليه، وعقد لهذه الغاية اجتماعاً سرياً في بيت «أبي زاكي» لتنظيم المقاومة ضد المهدي، حضره إلى جانب من حضر في اجتماع «تنس» غزوية بن يوسف الذي بدا متحمّساً في ذلك الاجتماع، متشدداً في عدم التسامح والسكوت على تصرّفات المهدي الغريبة والشاذة. ولم يكن أحد من الحضور يعلم أن «غزوية» قد ثبّته المهدي عيناً بينهم يراقب ويرصد كل حركة بكل حذر ويقظة، وينقل إليه كل صغيرة وكبيرة، وكان ذلك بعد أن عمل المهدي على استمالته وقرّبه منه وأعلى من شأنه، وكافأه على ما كان يزوّده به من أخبار، ويكشف له كل ما يدور خلف الجدران في اجتماعات خصومه ومناوئيه.
وبدأت الاستعدادات للمعركة الفاصلة بين الطرفين تقوى وتشتد، وبدا واضحاً للعيان انتصار المهدي في المعركة لانه في الموقع المتمكّن، فالسلطة بيده، وشرعية الحكم الظاهرية تغطّي مركزه وتعطيه القدرة والصلاحية في جميع أعماله وتصرفاته، وفوق ذلك فهو يرى خصمه وهذا لا يراه، عالم بكل خططه وتحركاته واستعداداته، وقد رتّب اُموره ونظّمها وأعدّ لكل شيء عدّته، وراح ينتظر الفرصة المناسبة للبطش به.
وجاءت الفرصة إثر اجتماع عاصف لمعارضي المهدي في بيت «أبي زاكي» قرّروا خلاله الطعن في خلافة المهدي والتشكيك في حقيقة أمره، والطلب منه إثبات صدق ادّعائه إن كان هو المهدي الحقيقي ببراهين مقنعة، و إلاّ فإنهم في حلّ من ارتباطهم به، و إن كل ما يرونه من اعماله وتصرّفاته المتناقضة يصبح باطلاً ومخالفاً للشرع، وهذا يوجب عزله تلقائياً عن الحكم، وتصير محاربته واجبة. واستصوب الجميع هذا الرأي وتعاهدوا على خلع المهدي فور التحقق منه[7].
وصلت وقائع الاجتماع عن طريق غزوية كاملة إلى المهدي، فوضع نفسه في حالة التأهّب القصوى، وجمع أنصاره وعبيده وجميع أهل طاعته واستعدّ للامر. وكان «هارون بن يونس المسالتي» الملقّب بشيخ المشايخ أول المتحمسين لمكاشفة المهدي ومعرفة حقيقة أمره، فذهب إليه وخاطبه قائلاً: إن كنت المهدي كما تقول فأتنا بآية، فإنّا قد شككنا في أمرك.
ولم يفاجأ المهدي بهذا التشكيك لانه كان على بيّنة منه، ولكنه لم يتمكن من اخفاء استيائه وتأثـّره فقال لهارون: ويحكم، إنكم كنتم أيقنتم واليقين لا يزيله الشكّ[8]. هكذا أجابه المهدي بصيغة الجمع، فكأنه بذلك يخاطب جميع من هم وراءه، ثم أمر عبيده بقتله فقتلوه في الحال، وعزم بعد ذلك على إزاحة جميع مناوئيه من طريقه، وذلك باغتيالهم وقتلهم جميعاً قبل فوات الاوان، واستعمل لذلك اُسلوباً هادئاً على قدر عظيم من المكر والدهاء، يقوم على المهادنة والموادعة، فعمد إلى ملاطفتهم وجعل يشرذمهم ويفرّقهم في البلاد وتحت كل سماء[9]، ويعطيهم المناصب النائية، وكأنه كان يفعل ذلك تكرّماً منه ومجازاة لهم، وأنهم عنده محل ثقة، وهو في الواقع يقصيهم عن مواطن الخطر ويوقع بينهم الحذر والمنافسة[10].
بدأ المهدي سلسلة اغتيالاته بأبي زاكي ثمام بن معارك الاجاني ثم أعقبه بأبي عبدالله الشيعي وأخيه أبي العباس، ثم راح بعد ذلك يتتبع البقيّة الباقية من خصومه الكتاميين وغيرهم، وأخذ يتصيدهم وينكّل بهم ويشرّدهم ويلاحقهم بالسيف في كل مكان، وجعل يغتالهم الواحد بعد الاخر، فقتل عبدالله بن القديم واستصفى أمواله، ثم عمد إلى اغتيال جماعة بالقيروان اتهمهم بالميل مع أبي عبدالله، منهم: محمد بن أبي سعيد الميلي صاحب السوق، ومحمد بن أبي رجال الباغائي، وأبو الوهب بن عمرو بن زرارة العبدري، وكذلك قتل جماعة من بني الاغلب وقوادهم، وقتل محمد بن أبي أيوب المعروف بأبي العاهة بتهمة محاولة القيام عليه[11]. بعد عمليات التصفية الدموية لمعارضيه راح يكشف القناع عن أهداف الحركة الاسماعيلية ويعلن قيام الدولة الفاطمية ويثبّتها في الاذهان، وينشر مذهبه الجديد ويبلور تعاليمه، ويسيّر الدعاة الى مختلف المناطق يدعو الناس للدخول في المذهب الاسماعيلي[12] ويكرههم على اعتناقه.
وهكذا حوّل عبيدالله المهدي الوضع القائم في المغرب من حركة شيعية اثني عشرية إلى حركة اسماعيلية فاطمية كما سمّاها، وشيئاً فشيئاً أخذت البلاد تنتقل من عهد إلى عهد، وأخذ الكيان الذي بناه أبو عبدالله الشيعي على الفقه والدين يتحول إلى كيان سياسي خاص يمكّن صاحبه من تحقيق أحلامه وطموحاته في الوصول إلى انشاء خلافة اسماعيلية قوية وقادرة على فرض إرادتها في إسقاط الخلافة العباسية والحلول محلّها. وبدأت هذه السياسة بجعل ولده أبي القاسم نزار ولياً للعهد[13].
وبذلك اصبح الحكم ملكاً وراثياً احتكره أبناؤه من بعده ـ تماماً كما فعل الامويون والعباسيون ـ ثم راح يغيّر معالم العهد الشيعي ويقضي على رموزه، فاستبدل عمال الاقاليم برجال يأتمرون بأمره، ويرتبطون به مباشرةً، كما استبدل قوّاد الجيش وفرسانه بمجموعة من رجاله وأنصار سلطته. بعد ذلك عمد الى التخلّي نهائياً عن السياسة المالية التي كان قد انتهجها أبو عبدالله الشيعي، والتي كانت ترفض كل ما يُجبى من أموال إذا لم يكن مأخوذاً وفق أحكام الشريعة ومقتضياتها، فاستولى على الاموال، واشتطّ في جمع الضرائب وتفنن في زيادتها. ثم نظر إلى أموال الزكاة فوجدها لا تكفي مطامعه في اصطناع الرجال و إغداق المال عليهم، فعمد إلى فرض ضرائب جديدة باهضة جداً لم تكن مقبولة، خصوصاً وأنها تخالف الشرع والقرآن، فصدم الناس بهذا السلوك، وخصوصاً العلماء والاتقياء، وأيقنوا عند ذلك أنه ليس هو الامام المهدي الحقيقي الذي دعاهم إليه أبو عبدالله الشيعي، والذي كانوا ينتظرونه ليحكم بشريعة جدّه النبي(صلى الله عليه وآله) ويملا الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، و إنما هو رجل لا تهمّه العقيدة والشريعة بقدر ما يهمه توطيد الحكم و إقامة السلطان[14]، فبدأوا يتهيّأون للتمرّد والعصيان و إعلان الثورة في البلاد.
وفعلاً فقد انفجر أبناء المغرب وقبائلهم وثاروا في طول البلاد وعرضها، واكتسحت كتامة ثورات جارفة عبّر فيها الكتاميون عن وفائهم لابي عبدالله الشيعي، وعن غضبهم على المهدي، وعن استيائهم واستنكارهم للمجازر التي ارتكبها بحق قادتهم. وأول الثورات كانت تلك التي زحف فيها الكتاميون على مدينة «ميلة» فور معرفتهم بمقتل أبي عبدالله، غير أن المهدي قمعها بمنتهى الغلظة والقسوة وقتل منهم خلقاً عظيماً[15]. ثم كانت ثورة أهل الزاب التي اجتاحت هذا الاقليم من أقصاه الى أقصاه، وأخرجته من سلطان الخلافة الفاطمية، فأرسل إليهم عبيدالله المهدي قواداً ليحاربوهم، فانضم للثوّار قائد من قوّاد المهدي مع حوالي مئتين من رجاله[16]. ثم ثار أهل «تاهرت» على عاملها «دواس اللهيصي» وأرادوا قتله فهرب وتحصن في تاهرت القديمة، ولم يتمكن رجاله من اللحاق به فقتلوا جميعاً، وكانوا في نحو ألف فارس، فأخرج عبيدالله العساكر إليها في أعداد عظيمة، فحاربها ثلاثة أيام ثم أخذها بالكيد ودخلت العساكر «تاهرت»[17].
ثم ثار أهل طرابلس على ماكنون الاجاني قاتل ابن أخيه أبي زاكي فهرب من المدينة، وامتنع أهلها في داخلها، وقدّموا على انفسهم محمد بن اسحق المعروف بابن القرلين، فأرسل عبيدالله المهدي ابنه لاسترجاع المدينة، ووجّه إليها المهدي في البحر خمسة عشر مركباً حربياً أحرقها أهل طرابلس، ولم تخضع المدينة إلاّ بعد أن حاصرها القائم وقطع عن أهلها المؤن والاقوات[18].
ثم ثار أهل صقلية على عامليّ المهدي فيها وهما «الحسن وعلي» ابنا أحمد بن أبي حنزير وطردوهما منها[19]. وهكذا استمرّ اشتعال الثورات، وتفجّرت في وجه المهدي على امتداد البلاد وعرضها، وانتشرت الفوضى وقامت الفتن حتى قيل إنّ المهديّ لم ينم طوال عشر سنوات إلاّ على صهوة جواده، وكان كلّما قمع ثورة أو أخمَدَ انتفاضة في منطقة ما من مناطق المغرب، كتب إلى اهلها يدعوهم إلى الدخول في طاعته والتدين بإمامته.
وعلى الرغم من الانتصارات السريعة والحاسمة التي أحرزها المهدي في إخماد جميع الثورات والانتفاضات التي قام بها مناوئوه في كل مكان من بلاد المغرب، فقد أحس في قرارة نفسه بعدم الاطمئنان والخوف على مصيره، وامتدت خشيته إلى رجاله المقرّبين، فقيّد «حباسة بن يوسف» وحبسه مع جميع أهله[20]، ثم قتله بعد أن عاد مهزوماً من مصر سنة 302هـ [21]، فغضب غزوية بن يوسف لقتل أخيه، وثار في أوليائه من كتامة وغيرهم ولحق بجبل اُوراس، فجهّز له المهدي مولاه «غالباً» فقتله وقضى على ثورته من سنتها[22]، واتهم غزوية بعد ذلك بأنه قُتل منافقاً[23]، فنال جزاء غدره بأبي عبدالله الشيعي ورفاقه.
وهكذا قطف الفاطميون ثمرة جهاد الشيعة الامامية الطويل في بلاد المغرب، وأسسوا أول خلافة اسماعيلية فاطمية لهم في المغرب، تماماً كما قطفها العباسيون من قبل في بلاد المشرق تحت شعار أهل البيت(عليهم السلام) «الرضا من آل محمد(صلى الله عليه وآله)» وأسسوا خلافتهم العباسية فيها.
في أوائل القرن الرابع الهجري، قامت في مصر الدولة الفاطميّة التي كانت تؤكّد كثيراً على نشر ثقافتها ومذهبها المعروف بالمذهب الاسماعيلي، ممّا أدّى إلى نشوب حروب عقائديّة ضارية. ولا بدّ من الاشارة هنا إلى أنّ قيام الدّولة الادريسيّة في المغرب قد حَظي بدعم أمراء الدولة الرستميّة في شمال افريقيا (144 ـ 296هـ / 761 ـ 908م) الذين ينتسبون إلى رستم بن بهرام، وحدث نوع من التعاون والانسجام بين «تاهرت» مركز دولة الرستميين و«وليلة» مركز دولة الادارسة، إلاّ أنّ الخلفاء الفاطميين سرعان ما أثاروا حالةً من الصراع والنّزاع مع المغرب، وأجبروا النّاس على قبول المذهب الفاطمي المسمّى بـ «الشيعة الباطنيّة»[24]، ممّا خلّف انطباعاً سيّئاً لدى الاوساط المغربيّة عن تلك الفترة. وأدّى التناحر بين الدّولتين الفاطميّة والادريسيّة إلى تشويه سمعة «الشيعة». وهبّ علماء المالكيّة من أوساط المجتمع المغربي للدّفاع عن دولة الادارسة. وهو ما أدّى إلى تحسين العلاقات بين فاس وبغداد. وفقد بذلك المذهب الشيعي موقعه وشعبيّته بسبب السّلوك المتشدّد لخلفاء الدّولة الفاطميّة في مصر وأساليبهم الخاطئة. لهذا فالمجتمع المغربي ظلّ خاضعاً، في أغلب أدواره، لثقافة المذاهب الاسلاميّة الاُخرى رغم قيام حكومة في المغرب على يد العلويين والهاشميين وأحفاد الامام الحسن(عليه السلام)ورغم أنّ فكرة تأسيس الحكومة من معطيات عقائد مدرسة أهل البيت(عليهم السلام)التي تبلورت أثناء معارضتهم للخلافة في بغداد وسامرّاء.
إلاّ انّ هذه المجتمعات ظلّت تكنّ لاهل البيت(عليهم السلام)احتراماً خاصّاً وتقديراً منقطع النظير، وتنظر إلى معاوية والامويين تياراً منحرفاً، ليست له أيّة قاعدة عقائديّة، و إلى الخلفاء العباسيّين ملوكاً أقوياء وأنـّهم كانوا وراء ظهور الحضارة العربيّة، لكنّهم أيضاً لا يملكون أيّة قاعدة دينيّة. ولا زالت جذور حبّ أهل البيت(عليهم السلام) حيّة وراسخة عند أهل المغرب وتؤمن بعض مدارسهم بفكرة عصمة الامام والقائد.
لو أردنا معرفة أهميّة ودور مدينة فاس وحوزتها العلميّة في بلاد المغرب، فيمكن تشبيهها بالحوزة العلميّة في النجف الاشرف أو في قم المقدّسة، مع فارق أنـّه مرّ على تأسيسها 12 قرناً وكونها من أقدم البلاد الاسلاميّة. ويعتقد جميع المؤرّخين أنّ مدينة فاس قد اُنشئت مع بداية تأسيس الدّولة العلويّة على يد الامام إدريس الاوّل بهدف نشر العلوم الدينيّة وتدريس الفقه الاسلامي. والحوزة العلميّة الشهيرة في هذه المدينة والّتي تُعرف اليوم «بجامعة القرويّين» تُعدّ من أكبر المراكز العلميّة في بلاد المغرب والتي خرّجت علماء مسلمين كباراً، كما كانت طوال قرون ولا زالت توفد الطلبة إلى مختلف مدن المغرب كالرّباط وسلا وتطوان والمدن التونسيّة، وحتى إلى القرى والارياف لنشر المعارف الدينيّة[25]. وتعتبر مكتبتها من أغنى المكتبات العامّة، لما تضمّه من ذخائر ومخطوطات ونفائس، ممّا جعلها قبلة كلّ باحث ومهتمّ ودارس. وساعد على ذلك كونها توجد في مدينة فاس العتيقة الّتي أسّسها العلويّون فجعلوها مركزاً دينيّاً وسياسيّاً، ولقد وفد عليهم حين تأسيسها عدد من سكّان المغرب وسكّان الاندلس وسكان إفريقيا وبعض أنصارهم من المشرق الاسلامي، وتكوّنت من هذه الفئات اللّبنة الاُولى لتكوين مدينة استمدّت عناصر وجودها من الهيئات العلميّة التي تمثّل مختلف القبائل ومختلف الاُسر ومختلف الاتّجاهات، ولقد تكرّرت الهجرة إلى مدينة فاس وتعدّدت منذ تأسيسها وأصبحت مأوىً لعدد من المهاجرين من القيروان والاندلس.
ولقد استفاد العالم من النشاط العلمي الّذي عرفته هذه الجامعة خصوصاً بعد أن اُضيفت إليها بعض المدارس التابعة لها، ولم يقتصر هذا النشاط على الجانب الفقهي أو الادبي بل كانت هناك اهتمامات بالعلوم الرياضيّة والفلكيّة حتى أنّ بعض المؤرّخين كانوا يقولون بأنّ اوربا لم تنقل الارقام العدديّة المستعملة عندها حتى الان إلاّ بواسطة هذه الجامعة وبواسطة جامعة قرطبة حينما درس جربر GERBERT المعروف بالبابا «سيلفستر SYLVESTRE» بمدينة فاس وبمدينة قرطبة[26].
ولمّا كانت الدولة العلويّة في المغرب قد ظهرت إلى الوجود نتيجة معارضة شيعيّة للخلافة العباسيّة، فقد ضمّت بين صفوفها عناصر هاشميّة ومن بلاد ما وراء النهر، كانت تربطهم وشائج حسنة وقويّة مع علماء المغرب وأفاضلها. وكما أبدى علماء المغرب اهتماماً خاصّاً بعلماء المشرق الاسلامي. ولهذا نلاحظ بوضوح بصمات هؤلاء العلماء في العلوم والنحو والتفسير والحديث والاُصول والادب والبلاغة والحساب والهندسة والطب والشعر والنثر.
وأخذت بلاد المغرب الكثير من قواعد العلوم القرآنيّة ولغة القرآن عن علماء وكتب الشرق الاسلامي. ومن بين العلماء ومراجع العلوم الاسلاميّة الذين ينتمون إلى بلاد ما وراء النهر، أو ينتسبون إليها: الامام البخاري من سمرقند، والامام مسلم من نيشابور، وأبو داود من سيستان، والنسائي من خراسان، والترمذي من ترمذ، وابن ماجة من قزوين، وسيبويه العالم المفكّر والمفسّر الشهير من شيراز، وابن سينا من بخارى. وكان لهؤلاء العلماء تأثير مهم جدّاً على العلوم الاسلاميّة في المغرب، وظلّت بلاد ما وراء النّهر حيّة طوال التاريخ في أذهان علماء المغرب[27].
وكان رحيل علماء المغرب إلى بلاد ما وراء النّهر، وهجرة علماء الشرق الاسلامي إلى بلاد المغرب، أمراً شائعاً في تلك الحقبة الزمنيّة.
يعدّ ابن بطوطة المؤرّخ والرحّالة الكبير من أشهر رجال المغرب الذين زاروا بلاد ما وراء النهر، وقد سافر من طنجة بالمغرب وسجّل ملاحظاته القيّمة عن الثقافة والادب والرّسوم والعادات المتداولة في مدن تلك البلاد. وتعدّ معلوماته عن شيراز وأصفهان ونيشابور وقم وسائر مدن بلاد ما وراء النهر من أجلّ المعلومات المسجّلة. وهي بحقّ صورة واقعيّة ورائعة قدّمها عن الشرق الاسلامي للمغرب. كما أتحف أهل الشرق الاسلامي أيضاً بمعلومات قيّمة عن بلاد المغرب. وقدّم ابن بطوطة شرحاً مفصّلاً عن المدارس العلميّة لبلاد المشرق الاسلامي خصوصاً في شيراز وانكباب المرأة في تلك البلاد على تعلّم الفنون المختلفة، ممّا ترك أكبر الاثر على جامع القرويّين والاساليب العلميّة والحوزويّة في فاس.
في المجال الفنّي تشتهر مدينة فاس القديمة بأبواب مساجدها وجدرانها المزخرفة بالقيشاني على النمط المعماري الايراني. كما دلّت التحقيقات ان نقوش السجّاد المغربي مأخوذة عن النقوش الايرانيّة وهي في مجملها تقليد للسجّاد الكاشاني الايراني.
ومن الاساليب الفنيّة في إحياء الشعائر الحسينيّة عزفهم للالحان الحزينة بمناسبة ذكرى واقعة كربلاء واستشهاد الامام الحسين(عليه السلام) والصفوة الطاهرة من أهل بيته وأصحابه.
ويُعدّ التبرّك باسم الامام علي(عليه السلام) وانتشار المدائح المحليّة التي تلهج بذكره في القرى والارياف المغربيّة، أثراً من آثار الثقافة الشيعيّة. وتجد المدائح المحليّة والابتهالات الشعبيّة مليئة بالصّلاة على الرسول الكريم وعلى آله الطّاهرين، وذكر فضائلهم وآلائهم.
وفي ليالي الجُمع تُقرأ عادة في حلقات الذّكر مدائح في حقّ علي(عليه السلام)، ويعزف العازفون نغم «غربة الحسين». وهناك رواية شائعة بينهم تقول إنّ هذا النغم ينير القلب ويُعزَف للمؤمنين حين دخولهم الجنّة.
كما انتقلت الالات والاجهزة الفلكيّة إلى المغرب بعد الاطّلاع عليها في كتب علماء الفلك. وأكثرهم من بلاد ما وراء النهر. وأصرّ ملوك المغرب على انتقال هذه العلوم واصطرلاب أحمد بن إبراهيم الاصفهاني ـ العالم الفلكي الشهير ـ من مصدرها الاصلي وهو إيران.
كما أنّ زيارة ضريح الامام الحسين(عليه السلام) في كربلاء، أدب مغربي قديم، ويشدّ الفضلاء والعرفاء وأصحاب الحاجات الرّحال إلى هذه الارض المقدّسة ويقدّمون النذور طلباً للثواب ورجاءً في استجابة الدّعاء. وقد اشتهر الملك محمد الخامس (1909 ـ 1961م) بحبّه للامام الحسين(عليه السلام) والتجائه إلى قبور الائمّة(عليه السلام)والعتبات المقدّسة، لا سيّما عندما كان في منفاه «مدغشقر» الذي نفاه الفرنسيون إليه في عام (1953م) بعد أن ناصبهم العداء مطالباً باستقلال بلاده، وكذلك إبان حكمه عندما يواجه المعضلات المرّة والظروف العصيبة، وهو بذلك يُعبّر عن مدى الايمان والاحترام الذي يَطفح في قلوب الشعب المغربي لائمّة أهل البيت(عليه السلام).
سبتة ومليلة والجزر الجعفريّة من أهم ثغور المغرب الاستراتيجيّة. وقد كان لها ـ وخصوصاً سبتة ـ دور هام جدّاً فيما عرفته المنطقة من حروب على مرّ التاريخ. فمنذ التوقيع على وثيقة سقوط غرناطة، في أيدي الاسبان سنة (1492م) وتسليم مفاتيحها في 2 كانون الثاني بين يدي الملكة ايزابيلا وفيرناندو، أقسم الاسبان على الانتقام واحتلّوا مداخل الاندلس على ضفاف المنطقة الاسلاميّة في المغرب ودخلوا مدينة سبتة ليستقرّوا فيها، وقد انتصبت مدينة سبتة في أقصى الشّمال الغربي للمغرب، شمال تطوان وشرق طنجة، ولها ميناء دولي شهير لا يفصله عن جبل طارق سوى 25 كلم. ومن هذا المضيق الذي يفصل البحر الابيض المتوسّط عن المحيط الاطلسي ويفصل القارّة الافريقيّة عن اوربا بمدّة لا تزيد عن 15 دقيقة بحريّة، يمكن رصد حركة الملاحة في المنطقة. لذلك كان حرص الاسبان شديداً على المدينة، خصوصاً وانّ بريطانيا استقرّت في صخرة جبل طارق ولم تخرج منها. وبهذا الاحتلال خرجت المنطقة نهائيّاً من أيدي المسلمين الذين كانوا يسيطرون عليها من الجهتين: الاندلس من الشمال والمغرب من الجنوب.
أمّا مدينة مليلة، فهي شبه جزيرة قريبة من الحدود الجزائريّة تقع في الحدود الشرقيّة للمغرب وتبلغ مساحتها 12 ألف كلم مربع. ولها أهميّتها البحريّة في منطقة حوض البحر المتوسّط الجنوبيّة. لذلك فانّ للمدينتين ثقلهما في سياسة اسبانيا العسكريّة. وقد قرّرت الحكومة الاسبانيّة في خطّتها الجديدة التي يَستغرق تنفيذها ثماني سنوات ابتداءً من سنة (1986م)، أن تعزّز دفاعها حول المدينتين تحسّباً لايّ طارئ جديد. ويذكر انّ الجنود الاسبان في المدينتين لا يقلّون عن 20 ألف جندي (13 ألفاً في سبتة و7 آلاف في مليلة).
وحتى لا يظهر الاحتلال بشكل مفضوح في المدينتين، عمدت السّلطات الاسبانيّة منذ زمن بعيد إلى اتخاذ عدة اجراءات تغري الاسبان بالاستقرار فيها، فقدّمت لهم كلّ التسهيلات وجعلت من المدينتين منطقة تجاريّة حرّة تباع فيها البضائع معفاة من الضرائب. فأصبحتا محطّ التجار والسيّاح من الاسبان والعرب، ومورداً هامّاً للعملة الصعبة.
ويقيم في المدينتين اليوم ما لا يقلّ عن 42 ألف مغربي (27 ألفاً في مليلة و15 ألفاً في سبتة). ويعود تواجد المسلمين في المدينتين إلى الايّام الاُولى من الفتح الاسلامي للمغرب، أي في النصف الثاني من القرن الهجري الاوّل. ولكن طول مدّة الاحتلال الاسباني للمدينتين وخصوصاً سبتة التي يحتلّها منذ أواخر القرن السابع عشر الميلادي، كان له بعض التأثير، اضافة إلى الاجراءات الاستعماريّة التي مورست هناك. ومع ذلك فقد حافظ هؤلاء على هويّتهم ورفضوا مختلف الاغراءات وأشكال الترغيب والترهيب. وهم رغم ما يعانونه من آلام الفقر والحرمان لم يندمجوا في المجتمع الاسباني، بل ظلّوا مجتمعين حول بعضهم على موقف واحد، يتطلّعون إلى اليوم الذي تلتحق فيه المدينتان والجزر بالوطن الاُم، المغرب. لقد عمدت السّلطة الاحتلاليّة إلى اشتراط التجنّس بالجنسيّة الاسبانيّة حتى يحصل المسلمون المغاربة في المدينتين على حقوقهم بصفتهم مواطنين، لكنّهم رفضوا بشدّة، فمنعتهم من كلّ الحقوق ـ حقّ التملّك والدّراسة والشّغل والانتخاب ـ وأعطتهم «البطاقة الاحصائيّة» وهي وثيقة تسمح لمن يحملها بالمقام في المدينتين المحتلّتين دون سواهما من التّراب الاسباني. لذلك يعاني مغاربة المدينتين من الجهل والبطالة والحرمان. وأقاموا في أحياء من الاكواخ لا تتوفّر فيها أيّ رعاية صحيّة أو تعليميّة أو ثقافيّة. كما انّهم لظروفهم الاستثنائـيّة الصعبة محرومون من أيّ اداة تنظيميّة تدافع عن حقوقهم. وكان كثير منهم عرضة لحملات الطّرد والتهجير. وقد قامت شرطة مليلة خلال شهر ايلول عام (1986م) بطرد العشرات منهم كلّ ليلة خارج حدود المدينة. مقابل هذا تقدم الادارة الاسبانيّة عدة اغراءات لدفع الشباب المغربي من أهالي المدينتين إلى التجنّس بجنسيّتها. وذلك بأن تمنحه عدّة حقوق وتدفع له مبلغاً شهرياً يزيد عن 2500 درهم مغربي إذا كان عاطلاً. وهي سياسة رفضتها الاغلبيّة بقوّة.
وفي سنة (1975م) صدر في اسبانيا قانون الاجانب الذي ينظّم تواجد العنصر الاجنبي في البلاد. ووافق البرلمان ذو الاغلبيّة الاشتراكيّة في حينه على تطبيقه استعداداً لدخول اسبانيا السوق الاوربيّة المشتركة سنة (1986م). وقرّرت سلطتا مدينتي سبتة ومليلة المحتلّتين تطبيقه على المسلمين المغاربة هناك. لذلك فرضتا مطالب تجديد بطاقة الاقامة الخاصّة بهم وطالبوهم بالاجراءات التي يقوم بها أيّ أجنبي يدخل اسبانيا. وهو أن يحمل كل واحد منهم جواز سفر عليه تأشيرة الدخول إلى اسبانيا، ثمّ بطاقة القنصليّة حتّى يحصلوا على بطاقة الاجنبي وبطاقة العمل والاقامة. وقد رأى المسلمون المغاربة في هذا الاجراء خطراً مؤكّداً اذ سيعطي لسلطات الاستعمار الاسبانيّة مبرّراً كافياً لطردهم من هناك وغلق محلاّتهم ومنعهم من حقوق اكتسبوها منذ زمن طويل، لذلك اعلنوا رفضهم لهذا الاجراء بشدّة وعبّروا عن رفضهم بأشكال سلميّة معبّرة. فقاموا بالضرب على الاواني داخل المنازل. ونظّموا يوم 9 تشرين الثاني عام (1985م) تجمّعاً بـ «كانيا ذاذي لامويرتي» الكائن بحي شعبي في مليلة. كما ساد الشارع المغربي غضب واضح عبّرت عنه مختلف وسائل الاعلام[28].
وتبقى هاتان المدينتان والجزر الجعفريّة في انتظار هبّة الجهاد الاسلامي لتحريرها، بل تحرير الاندلس الضائعة و إعادتها إلى ديار الاسلام العزيزة وحاضرة المسلمين التليدة.
([1]) القاضي النعمان بن محمد ـ رسالة افتتاح الدعوة / فقرة 274، القرشي، ادريس عمادالدين ـ عيون الاخبار وفنون الاثار 5 : 114.
([2]) القاضي النعمان بن محمد ـ رسالة افتتاح الدعوة / فقرة 274، المقريزي، تقي الدين احمد بن علي ـ اتعاظ الحُنفا: 92 .
([3]) زبيب، نجيب ـ دولة التشيع في بلاد المغرب: 288.
([4]) القاضي النعمان بن محمد ـ رسالة افتتاح الدعوة / فقرة 279.
([5]) ابن العذارى المراكشي ـ البيان المغرب في اخبار الاندلس والمغرب: 160.
([6]) زبيب، نجيب ـ دولة التشيع في بلاد المغرب: 290 ـ 291.
([7]) زبيب، نجيب ـ دولة التشيع في بلاد المغرب: 293 ـ 294.
([8]) القاضي النعمان بن محمد ـ رسالة افتتاح الدعوة / فقرة: 282، ابن الاثير ـ الكامل في التاريخ 8 : 51 ، المقريزي، تقي الدين احمد بن علي ـ اتعاظ الحُنفا: 95 .
([9]) ابن الاثير، الكامل في التاريخ 8 : 51 .
([10]) الجيلالي، عبدالرحمن ـ تاريخ الجزائر العام: 218.
([11]) ابن العذارى المراكشي ـ البيان المغرب في اخبار الاندلس والمغرب: 164.
([12]) غالب، مصطفى ـ تاريخ الدولة الاسماعيلية: 161.
([13]) الطباع، عبدالله أنيس ـ كتاب الحلة السيراء: 196.
([14]) بل، ألفرد ـ الفرق الاسلامية في الشمال الافريقي ـ ترجمة عبدالرحمن بدوي: 162 ـ 164.
([15]) ابن الاثير ـ الكامل في التاريخ 8 : 53 ، المقريزي، تقي الدين احمد بن علي ـ اتعاظ الحُنفا: 97 .
([16]) سالم، د. السيد عبدالعزيز ـ المغرب الكبير ـ 2 : 606 .
([17]) ابن العذارى المراكشي ـ البيان المغرب في اخبار الاندلس والمغرب: 165.
([18]) سالم، د. السيد عبدالعزيز ـ المغرب الكبير 2 : 606 .
([19]) ابن العذارى المراكشي ـ البيان المغرب في اخبار الاندلس والمغرب: 165.
([20]) ابن العذارى المراكشي ـ البيان المغرب في اخبار الاندلس والمغرب: 174.
([21]) القاضي النعمان بن محمد ـ رسالة افتتاح الدعوة، تحقيق فرحات دشراوي: 33 .
([22]) الميلي، مبارك بن محمد الهلالي ـ تاريخ الجزائر في القديم والحديث 2 : 122.
([23]) الطباع، عبدالله أنيس ـ كتاب الحلة السيراء: 195.
([24]) المذهب الفاطمي في مصر يُعرف بالمذهب الاسماعيلي وهم فرقة من الشيعة تؤمن بإمامة إسماعيل ابن الامام جعفر الصادق(عليهم السلام) دون الامام الكاظم(عليهم السلام).
([25]) الدكتور تازي، عبدالهادي ـ جامع القرويّين بمدينة فاس ـ طباعة بيروت 1972م.
([26]) منار الاسلام ـ العدد الثامن ـ السنة الرابعة عشرة ـ شعبان 1409هـ .
([27]) الدكتور تازي، عبدالهادي ـ جامع القرويّين بمدينة فاس ـ طباعة بيروت 1972م.
([28]) العالم ـ 11 كانون الثاني (يناير) 1986م ـ 1 جمادى الاُولى 1406 هـ ـ العدد 100.