تفسير شبر

السید عبدالله العلوی الحسینی المشتهر بالشبر

نسخه متنی
نمايش فراداده

تفسير شبر سوره انشقاق

( 84 ) سورة الانشقاق ثلاث أو خمس و عشرون آية ( 23 - 25 ) مكية

سورة الانشقاق‏

بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السمَاءُ انشقَّت‏(1) وَ أَذِنَت لِرَبهَا وَ حُقَّت‏(2) وَ إِذَا الأَرْض مُدَّت‏(3)

« بسم الله الرحمن الرحيم إذا السماء انشقت» انصدعت و عن علي (عليه‏السلام‏) تنشق من المجرة « و أذنت لربها» استمعت و انقادت لإرادته « و حقت» جعلت حقيقة بذلك « و إذا الأرض مدت» بسطت أو سويت أو زيد في سعتها بإزالة جبالها و بنائها

تفسير شبر ص :553

وَ أَلْقَت مَا فِيهَا وَ تخَلَّت‏(4) وَ أَذِنَت لِرَبهَا وَ حُقَّت‏(5) يَأَيُّهَا الانسنُ إِنَّك كادِحٌ إِلى رَبِّك كَدْحاً فَمُلَقِيهِ‏(6) فَأَمَّا مَنْ أُوتىَ كِتَبَهُ بِيَمِينِهِ‏(7) فَسوْف يحَاسب حِساباً يَسِيراً(8) وَ يَنقَلِب إِلى أَهْلِهِ مَسرُوراً(9) وَ أَمَّا مَنْ أُوتىَ كِتَبَهُ وَرَاءَ ظهْرِهِ‏(10) فَسوْف يَدْعُوا ثُبُوراً(11) وَ يَصلى سعِيراً(12) إِنَّهُ كانَ فى أَهْلِهِ مَسرُوراً(13) إِنَّهُ ظنَّ أَن لَّن يحُورَ(14) بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً(15) فَلا أُقْسِمُ بِالشفَقِ‏(16) وَ الَّيْلِ وَ مَا وَسقَ‏(17) وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسقَ‏(18) لَترْكَبنَّ طبَقاً عَن طبَقٍ‏(19) فَمَا لهَُمْ لا يُؤْمِنُونَ‏(20) وَ إِذَا قُرِئَ عَلَيهِمُ الْقُرْءَانُ لا يَسجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ‏(22) وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ‏(23) فَبَشرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ‏(24) إِلا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ لهَُمْ أَجْرٌ غَيرُ مَمْنُونِ‏(25)

« و ألقت ما فيها» من الموتى و الكنوز « و تخلت» خلت غاية الخلو عنه « و أذنت لربها» في ذلك « و حقت» للإذن و حذف جواب إذا تهويلا بالإبهام أو لدلالة ما بعده عليه أي لقي الإنسان عمله « يا أيها الإنسان إنك كادح» جاهد في عملك « إلى ربك» إلى وقت لقائه و هو الموت « كدحا فملاقيه» أي ربك أو كدحك أي جزاءه « فأما من أوتي كتابه» صحيفة عمله « بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا و ينقلب إلى أهله» في الجنة « مسرورا» بما أوتي « و أما من أوتي كتابه وراء ظهره» قيل تغل يمناه إلى عنقه و تجعل شماله وراء ظهره و يؤتى كتابه بها « فسوف يدعوا ثبورا» هلاكا قائلا : وا ثبوراه « و يصلى سعيرا إنه كان في أهله» في الدنيا « مسرورا» ناعما بشهواته فلا يهمه أمر الآخرة « إنه ظن أن لن يحور» لن يرجع إلى ربه « بلى» يرجع إليه « إن ربه كان به بصيرا» عالما بأعماله فيجازيه بها « فلا أقسم بالشفق» حمرة الأفق الغربي بعد غروب الشمس « و الليل و ما وسق» ما جمعه و ضمه من الدواب و غيرها « و القمر إذا اتسق» اجتمع و تم « لتركبن طبقا عن طبق» حالا بعد حال مطابقة لها في الشدة و هي الموت و مواقف القيامة و أهوالها ، و عن الصادق (عليه‏السلام‏) لتركبن سنن من قبلكم « فما لهم لا يؤمنون» أي عذر لهم في ترك الإيمان مع وضوح دلائله « و إذا قرى‏ء عليهم القرءان لا يسجدون» سجود التلاوة أو لا يصلون أو لا يخضعون « بل الذين كفروا» بدلائل الإيمان « يكذبون و الله أعلم بما يوعون» يجمعون في صدورهم من الكفر و البغض « فبشرهم بعذاب أليم» تهكم « إلا» لكن « الذين ءامنوا و عملوا الصالحات» أو متصل أي إلا من آمن منهم « لهم أجر غير ممنون» مقطوع أو مكدر بالمن .