بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا السمَاءُ انشقَّت(1) وَ أَذِنَت لِرَبهَا وَ حُقَّت(2) وَ إِذَا الأَرْض مُدَّت(3)
« بسم الله الرحمن الرحيم إذا السماء انشقت» انصدعت و عن علي (عليهالسلام) تنشق من المجرة « و أذنت لربها» استمعت و انقادت لإرادته « و حقت» جعلت حقيقة بذلك « و إذا الأرض مدت» بسطت أو سويت أو زيد في سعتها بإزالة جبالها و بنائها
تفسير شبر ص :553
وَ أَلْقَت مَا فِيهَا وَ تخَلَّت(4) وَ أَذِنَت لِرَبهَا وَ حُقَّت(5) يَأَيُّهَا الانسنُ إِنَّك كادِحٌ إِلى رَبِّك كَدْحاً فَمُلَقِيهِ(6) فَأَمَّا مَنْ أُوتىَ كِتَبَهُ بِيَمِينِهِ(7) فَسوْف يحَاسب حِساباً يَسِيراً(8) وَ يَنقَلِب إِلى أَهْلِهِ مَسرُوراً(9) وَ أَمَّا مَنْ أُوتىَ كِتَبَهُ وَرَاءَ ظهْرِهِ(10) فَسوْف يَدْعُوا ثُبُوراً(11) وَ يَصلى سعِيراً(12) إِنَّهُ كانَ فى أَهْلِهِ مَسرُوراً(13) إِنَّهُ ظنَّ أَن لَّن يحُورَ(14) بَلى إِنَّ رَبَّهُ كانَ بِهِ بَصِيراً(15) فَلا أُقْسِمُ بِالشفَقِ(16) وَ الَّيْلِ وَ مَا وَسقَ(17) وَ الْقَمَرِ إِذَا اتَّسقَ(18) لَترْكَبنَّ طبَقاً عَن طبَقٍ(19) فَمَا لهَُمْ لا يُؤْمِنُونَ(20) وَ إِذَا قُرِئَ عَلَيهِمُ الْقُرْءَانُ لا يَسجُدُونَ (21) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ(22) وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ(23) فَبَشرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ(24) إِلا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ لهَُمْ أَجْرٌ غَيرُ مَمْنُونِ(25)
« و ألقت ما فيها» من الموتى و الكنوز « و تخلت» خلت غاية الخلو عنه « و أذنت لربها» في ذلك « و حقت» للإذن و حذف جواب إذا تهويلا بالإبهام أو لدلالة ما بعده عليه أي لقي الإنسان عمله « يا أيها الإنسان إنك كادح» جاهد في عملك « إلى ربك» إلى وقت لقائه و هو الموت « كدحا فملاقيه» أي ربك أو كدحك أي جزاءه « فأما من أوتي كتابه» صحيفة عمله « بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا و ينقلب إلى أهله» في الجنة « مسرورا» بما أوتي « و أما من أوتي كتابه وراء ظهره» قيل تغل يمناه إلى عنقه و تجعل شماله وراء ظهره و يؤتى كتابه بها « فسوف يدعوا ثبورا» هلاكا قائلا : وا ثبوراه « و يصلى سعيرا إنه كان في أهله» في الدنيا « مسرورا» ناعما بشهواته فلا يهمه أمر الآخرة « إنه ظن أن لن يحور» لن يرجع إلى ربه « بلى» يرجع إليه « إن ربه كان به بصيرا» عالما بأعماله فيجازيه بها « فلا أقسم بالشفق» حمرة الأفق الغربي بعد غروب الشمس « و الليل و ما وسق» ما جمعه و ضمه من الدواب و غيرها « و القمر إذا اتسق» اجتمع و تم « لتركبن طبقا عن طبق» حالا بعد حال مطابقة لها في الشدة و هي الموت و مواقف القيامة و أهوالها ، و عن الصادق (عليهالسلام) لتركبن سنن من قبلكم « فما لهم لا يؤمنون» أي عذر لهم في ترك الإيمان مع وضوح دلائله « و إذا قرىء عليهم القرءان لا يسجدون» سجود التلاوة أو لا يصلون أو لا يخضعون « بل الذين كفروا» بدلائل الإيمان « يكذبون و الله أعلم بما يوعون» يجمعون في صدورهم من الكفر و البغض « فبشرهم بعذاب أليم» تهكم « إلا» لكن « الذين ءامنوا و عملوا الصالحات» أو متصل أي إلا من آمن منهم « لهم أجر غير ممنون» مقطوع أو مكدر بالمن .