تفسير شبر

السید عبدالله العلوی الحسینی المشتهر بالشبر

نسخه متنی
نمايش فراداده

تفسير شبر سوره لقمان

تفسير شبر ص :391

( 31 ) سورة لقمان ثلاث أو أربع و ثلاثون آية ( 33 - 34 ) مكية

و قيل إلا ثلاثا من و لو أنما في الأرض .

بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم‏(1) تِلْك ءَايَت الْكِتَبِ الحَْكِيمِ‏(2) هُدًى وَ رَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ‏(3) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصلَوةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَ هُم بِالاَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ‏(4) أُولَئك عَلى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْوَ أُولَئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ‏(5) وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَشترِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سبِيلِ اللَّهِ بِغَيرِ عِلْمٍ وَ يَتَّخِذَهَا هُزُواًأُولَئك لهَُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ‏(6) وَ إِذَا تُتْلى عَلَيْهِ ءَايَتُنَا وَلى مُستَكبراً كَأَن لَّمْ يَسمَعْهَا كَأَنَّ فى أُذُنَيْهِ وَقْراًفَبَشرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ‏(7) إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ عَمِلُوا الصلِحَتِ لهَُمْ جَنَّت النَّعِيمِ‏(8) خَلِدِينَ فِيهَاوَعْدَ اللَّهِ حَقًّاوَ هُوَ الْعَزِيزُ الحَْكيمُ‏(9) خَلَقَ السمَوَتِ بِغَيرِ عَمَدٍ تَرَوْنهَاوَ أَلْقَى فى الأَرْضِ رَوَسىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَ بَث فِيهَا مِن كلّ‏ِ دَابَّةٍوَ أَنزَلْنَا مِنَ السمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كلّ‏ِ زَوْجٍ كَرِيمٍ‏(10) هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونى مَا ذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِبَلِ الظلِمُونَ فى ضلَلٍ مُّبِينٍ‏(11) وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَا لُقْمَنَ الحِْكْمَةَ أَنِ اشكُرْ للَّهِوَ مَن يَشكرْ فَإِنَّمَا يَشكُرُ لِنَفْسِهِوَ مَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنىٌّ حَمِيدٌ(12) وَ إِذْ قَالَ لُقْمَنُ لابْنِهِ وَ هُوَ يَعِظهُ يَبُنىَّ لا تُشرِك بِاللَّهِإِنَّ الشرْك لَظلْمٌ عَظِيمٌ‏(13) وَ وَصيْنَا الانسنَ بِوَلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَ فِصلُهُ فى عَامَينِ أَنِ اشكرْ لى وَ لِوَلِدَيْك إِلىَّ الْمَصِيرُ(14)

« بسم الله الرحمن الرحيم الم تلك» الآيات « ءايات الكتاب الحكيم» المحكم أو ذي الحكمة « هدى و رحمة للمحسنين الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة و هم بالآخرة هم يوقنون» بيان للمحسنين و كرر هم تأكيدا « أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون» فسر في البقرة « و من الناس من يشتري لهو الحديث» ما يلهي عن الخير كالغناء و الأكاذيب و المضاحك و فضول الكلام « ليضل» الناس « عن سبيل الله» دينه « بغير علم» و لا بصيرة حيث يشتري الباطل بالحق « و يتخذها» أي السبل « هزوا» سخرية « أولئك لهم عذاب مهين» ذو إهانة « و إذا تتلى عليه ءاياتنا ولى مستكبرا» متكبرا « كأن لم يسمعها» مشبها من لم يسمعها « كان في أذنيه وقرا» مشبها الأصم « فبشره بعذاب أليم» أعلمه به و البشارة تهكم « إن الذين ءامنوا و عملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا و هو العزيز الحكيم خلق السموات بغير عمد ترونها» فسر في الرعد « و ألقى في الأرض رواسي» جبالا ثوابت كراهة « أن تميد بكم و بث فيها من كل دابة و أنزلنا» التفات إلى التكلم « من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم» صنف ذي منافع « هذا» الذي ذكر « خلق الله» مخلوقة « فأروني ما ذا خلق الذين من دونه» أي آلهتكم حتى أشركتموها به « بل الظالمون في ضلال مبين» وضع الظاهر موضع المضمر إيذانا بالعلة « و لقد ءاتينا لقمان» ابن باعور ابن أخت أيوب أو خالته و عمر حتى أدرك داود « الحكمة» تشمل العقل و العلم و العمل به و الإصابة في القول « أن» لأن أو أي « أشكر لله و من يشكر فإنما يشكر لنفسه» لعود نفعه إليها « و من كفر فإن الله غني» عن الشكر « حميد» حقيق بالحمد و إن لم يحمدوا « و إذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله» قيل كان كافرا فما زال به حتى أسلم « إن الشرك لظلم عظيم» لأنه تسوية بين أشرف الموجودات و أخس المخلوقات

تفسير شبر ص :392

وَ وَصيْنَا الانسنَ بِوَلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ وَ فِصلُهُ فى عَامَينِ أَنِ اشكرْ لى وَ لِوَلِدَيْك إِلىَّ الْمَصِيرُ(14) وَ إِن جَهَدَاك عَلى أَن تُشرِك بى مَا لَيْس لَك بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَاوَ صاحِبْهُمَا فى الدُّنْيَا مَعْرُوفاًوَ اتَّبِعْ سبِيلَ مَنْ أَنَاب إِلىَّثُمَّ إِلىَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ‏(15) يَبُنىَّ إِنهَا إِن تَك مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فى صخْرَةٍ أَوْ فى السمَوَتِ أَوْ فى الأَرْضِ يَأْتِ بهَا اللَّهُإِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ(16) يَبُنىَّ أَقِمِ الصلَوةَ وَ أْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَ انْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَ اصبرْ عَلى مَا أَصابَكإِنَّ ذَلِك مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ(17) وَ لا تُصعِّرْ خَدَّك لِلنَّاسِ وَ لا تَمْشِ فى الأَرْضِ مَرَحاًإِنَّ اللَّهَ لا يحِب كلَّ مخْتَالٍ فَخُورٍ(18) وَ اقْصِدْ فى مَشيِك وَ اغْضض مِن صوْتِكإِنَّ أَنكَرَ الأَصوَتِ لَصوْت الحَْمِيرِ(19) أَ لَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سخَّرَ لَكُم مَّا فى السمَوَتِ وَ مَا فى الأَرْضِ وَ أَسبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظهِرَةً وَ بَاطِنَةًوَ مِنَ النَّاسِ مَن يجَدِلُ فى اللَّهِ بِغَيرِ عِلْمٍ وَ لا هُدًى وَ لا كِتَبٍ مُّنِيرٍ(20) وَ إِذَا قِيلَ لهَُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءَابَاءَنَاأَ وَ لَوْ كانَ الشيْطنُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذَابِ السعِيرِ(21) وَ مَن يُسلِمْ وَجْهَهُ إِلى اللَّهِ وَ هُوَ محْسِنٌ فَقَدِ استَمْسك بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىوَ إِلى اللَّهِ عَقِبَةُ الأُمُورِ(22)

« و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا» تهن وهنا « على وهن» ضعفا فوق ضعف إذ كلما ازداد الحمل ازدادت ضعفا « و فصاله في عامين» و هما مدة رضاعه « أن اشكر لي و لوالديك إلى المصير» فأجازيك بعملك « و إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم» أريد بنفي العلم به نفيه أي ما ليس بشي‏ء يعني الأصنام « فلا تطعهما» في ذلك « و صاحبهما في الدنيا معروفا» شرعا و عرفا « و اتبع سبيل من أناب» رجع « إلي» بالطاعة « ثم إلي مرجعكم» جميعا « فأنبئكم بما كنتم تعملون» بعمله « يا بني إنها» أي الخصلة من الإساءة و الإحسان « إن تك مثقال» زنة « حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض» في أخفى موضع كجوف الصخرة أو أعلاها كالسموات أو أسفله كالأرض « يأت بها الله» يحضرها فيحاسب عليها « إن الله لطيف» نافذ القدرة « خبير» بكل خفي « يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف و أنه عن المنكر و اصبر على ما أصابك» من المصائب في ذلك أو مطلقا « إن ذلك من عزم الأمور» من معزوماتها التي عزمها الله « و لا تصعر خدك للناس» لا تمله عنهم تكبرا من الصعر داء يلوي عنق البعير و قرى‏ء تصاعر « و لا تمش في الأرض مرحا» تمرح مرحا أو لأجل المرح و هو البطر « إن الله لا يحب كل مختال فخور» علة النهي و المختال مقابل الماشي مرحا و الفخور للمصعر خده و عكس الترتيب للفاصلة « و اقصد في مشيك» توسط فيه بين الدبيب و الإسراع بسكينة و وقار « و اغضض» أقصر و اخفض « من صوتك إن أنكر الأصوات» أقبحها « لصوت الحمير» الحمار و نهاقه مثلان للذم « أ لم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات» من النيرات لمنافعكم « و ما في الأرض» من الحيوان و غيره « و أسبغ» أوسع و أتم « عليكم نعمه ظاهرة و باطنة» محسوسة و معقولة أو معلومة قال الباقر (عليه‏السلام‏) : الظاهرة النبي و ما جاء به و الباطنة ولايتنا أهل البيت « و من الناس من يجادل في الله» في توحيده « بغير علم» أخذ عن حجة « و لا هدى» عن رسول « و لا كتاب منير» أنزل الله بل بالتقليد « و إذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه ءاباءنا» ذمهم على التقليد « أ و لو» إنكار أي أ يتبعونه و الحال لو « كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير» إلى ما يوجبه « و من يسلم وجهه إلى الله» يفوض أمره إليه و عدي باللام لتضمنه معنى أخلص « و هو محسن» لعمله « فقد استمسك بالعروة الوثقي» المحكمة و هو تمثيل للمعلوم بالمحسوس

تفسير شبر ص :393

وَ مَن يُسلِمْ وَجْهَهُ إِلى اللَّهِ وَ هُوَ محْسِنٌ فَقَدِ استَمْسك بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىوَ إِلى اللَّهِ عَقِبَةُ الأُمُورِ(22) وَ مَن كَفَرَ فَلا يحْزُنك كُفْرُهُإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواإِنَّ اللَّهَ عَلِيمُ بِذَاتِ الصدُورِ(23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثمَّ نَضطرُّهُمْ إِلى عَذَابٍ غَلِيظٍ(24) وَ لَئن سأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السمَوَتِ وَ الأَرْض لَيَقُولُنَّ اللَّهُقُلِ الحَْمْدُ للَّهِبَلْ أَكثرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ‏(25) للَّهِ مَا فى السمَوَتِ وَ الأَرْضِإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنىُّ الحَْمِيدُ(26) وَ لَوْ أَنَّمَا فى الأَرْضِ مِن شجَرَةٍ أَقْلَمٌ وَ الْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سبْعَةُ أَبحُرٍ مَّا نَفِدَت كلِمَت اللَّهِإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏(27) مَّا خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلا كنَفْسٍ وَحِدَةٍإِنَّ اللَّهَ سمِيعُ بَصِيرٌ(28) أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ الَّيْلَ فى النَّهَارِ وَ يُولِجُ النَّهَارَ فى الَّيْلِ وَ سخَّرَ الشمْس وَ الْقَمَرَ كلٌّ يجْرِى إِلى أَجَلٍ مُّسمًّى وَ أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(29) ذَلِك بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَطِلُ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلىُّ الْكبِيرُ(30) أَ لَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْك تجْرِى فى الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيرِيَكم مِّنْ ءَايَتِهِإِنَّ فى ذَلِك لاَيَتٍ لِّكلّ‏ِ صبَّارٍ شكُورٍ(31) وَ إِذَا غَشِيهُم مَّوْجٌ كالظلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نجَّاهُمْ إِلى الْبرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌوَ مَا يجْحَدُ بِئَايَتِنَا إِلا كلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ(32) يَأَيهَا النَّاس اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشوْا يَوْماً لا يجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شيْئاًإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّفَلا تَغُرَّنَّكمُ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا وَ لا يَغُرَّنَّكم بِاللَّهِ الْغَرُورُ(33)

« و إلى الله عاقبة الأمور» مصيرها « و من كفر فلا يحزنك» يغمك « كفره» فإنه لا يضرك « إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا» بالعقاب عليه « إن الله عليم بذات الصدور» بما فيها كغيره فيجازي عليه « نمتعهم» في دنياهم زمانا « قليلا ثم نضطرهم» في الآخرة « إلى عذاب غليظ» شديد ثقيل عليهم « و لئن سألتهم من خلق السموات و الأرض ليقولن الله» مقرين بأنه خالقها « قل الحمد لله» على إلزامهم الحجة « بل أكثرهم لا يعلمون» لزومها لهم « لله ما في السموات و الأرض» ملكا و خلقا « إن الله هو الغني» على الإطلاق « الحميد» بالاستحقاق « و لو» ثبت « أن ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله» الدالة على علمه و حكمه بكتبها بتلك الأقلام بذلك المداد لعدم تناهيها و جمع القلة يشعر بأن ذلك لا يفي بقليلها دون كثيرها « إن الله عزيز» لا يعجزه شي‏ء « حكيم» لا يخرج عن علمه و حكمته شي‏ء « ما خلقكم و لا بعثكم إلا كنفس واحدة» كخلقها و بعثها في قدرته فيكفي فيه إرادته « إن الله سميع بصير» لكل مسموع و مبصر « أ لم تر أن الله يولج الليل» يدخله « في النهار و يولج النهار في الليل» فينقص من كل ما يزيد في الآخر « و سخر الشمس و القمر كل» منها « يجري» في فلكه « إلى أجل مسمى» إلى وقت معلوم « و أن الله بما تعملون خبير ذلك» المذكور من قدرته « بأن الله هو الحق» بسبب أنه الثابت « و أن ما يدعون من دونه الباطل» الزائل « و أن الله هو العلي» على كل شي‏ء « الكبير» عن أن يعد له شي‏ء « أ لم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله» بفضله و رحمته « ليريكم من آياته» الدالة على تفرده بالإلهية و القدرة و الحكمة « إن في ذلك لآيات» دلالات « لكل صبار» على بلائه « شكور» لنعمائه « و إذا غشيهم» أي الكفار « موج كالظلل» هو ما يظل من جبل أو سحاب أو غيرهما « دعوا الله مخلصين له الدين» الدعاء لا يدعون سواه « فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد» متوسط في الكفر منزجر بعض الانزجار أو ثابت على الطريق القصد و هو الإيمان « و ما يجحد بآياتنا» و منها الإنجاء من البحر « إلا كل ختار» غدار شديد الغدر « كفور» لنعم الله « يا أيها الناس اتقوا ربكم و اخشوا يوما»

تفسير شبر ص :394

يَأَيهَا النَّاس اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ اخْشوْا يَوْماً لا يجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شيْئاًإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّفَلا تَغُرَّنَّكمُ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا وَ لا يَغُرَّنَّكم بِاللَّهِ الْغَرُورُ(33) إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ الساعَةِ وَ يُنزِّلُ الْغَيْث وَ يَعْلَمُ مَا فى الأَرْحَامِوَ مَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّا ذَا تَكسِب غَدًاوَ مَا تَدْرِى نَفْس بِأَى أَرْضٍ تَمُوتإِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرُ(34)

« لا يجزى والد عن ولده» لا يغني عنه شيئا فيه « و لا مولود هو جاز عن والده شيئا» و غير النظم تأكيدا لعدم نفع المولود « إن وعد الله» بالبعث و الجزاء « حق» لا خلف فيه « فلا تغرنكم الحيوة الدنيا و لا يغرنكم بالله الغرور» الشيطان بأن يمنيكم المغفرة فيجرئكم على الذنوب « إن الله عنده علم الساعة» علم وقت قيامها « و ينزل الغيث» بوقته المعين له في علمه « و يعلم ما في الأرحام» أ ذكر أم أنثى تام أم ناقص « و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا» من خير و شر و يعلمه الله « و ما تدري نفس بأي أرض تموت» و يعلمه الله « إن الله عليم خبير» .