تفسیر قمی

علی بن ابراهیم القمی

نسخه متنی
نمايش فراداده

تفسير قمي سوره تغابن

64 سورة التغابن مدنية آياتها ثماني عشرة 18

بسم الله الرحمن الرحيم يسبح لله ما في السموات و ما في الأرض له الملك و له الحمد و هو على كل شي‏ء قدير هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن قال هذه الآية خاصة في المؤمنين و الكافرين ، حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال سألت الصادق (عليه‏السلام‏) عن قوله : فمنكم كافر و منكم مؤمن ، فقال عرف الله إيمانهم بولايتنا و كفرهم بتركها يوم أخذ عليهم الميثاق و هم في عالم الذر و في صلب آدم (عليه‏السلام‏) .

قال علي بن إبراهيم ثم حكى الله سبحانه قول الدهرية فقال زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى و ربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم و ذلك على الله يسير فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا و النور أمير المؤمنين (عليه‏السلام‏) .

حدثنا علي بن الحسين عن جعفر بن أبي عبد الله [ أحمد بن عبد الله ] عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال سألت أبا جعفر (عليه‏السلام‏) عن قوله : فآمنوا بالله و رسوله و النور الذي أنزلنا ، فقال يا أبا خالد . النور و الله الأئمة من آل محمد (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) إلى يوم القيامة ، و هم و الله نور الله الذي أنزل و هم و الله نور الله في السماوات و الأرض ، يا أبا خالد ! لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار و هم و الله ينورون قلوب المؤمنين و يحجب الله نورهم عمن

تفسير القمي ج : 2ص :372

يشاء فتظلم قلوبهم ، و الله يا أبا خالد ! لا يحبنا عبد و يتولانا حتى يطهر الله قلبه و لا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا و يكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب و آمنه من فزع يوم القيامة الأكبر .

و قال علي بن إبراهيم في قوله و من يؤمن بالله يهد قلبه أي يصدق الله في قلبه فإذا بين الله له اختار الهدى و يزيده الله كما قال و الذين اهتدوا زادهم هدى و قوله إنما أموالكم و أولادكم فتنة أي حب ، أخبرنا أحمد بن إدريس قال : حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حمزة بن ربيع عن علي بن سويد الشيباني قال سألت العبد الصالح (عليه‏السلام‏) عن قول الله عز و جل ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات قال البينات هم الأئمة (عليهم‏السلام‏) و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه‏السلام‏) في قوله إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم و ذلك أن الرجل كان إذا أراد الهجرة إلى رسول الله (صلى‏الله‏عليه‏وآله‏وسلّم‏) تعلق به ابنه و امرأته و قالوا ننشدك الله أن تذهب عنا و تدعنا فنضبع بعدك فمنهم من يطيع أهله فيقيم فحذرهم الله أبناءهم و نساءهم و نهاهم عن طاعتهم و منهم من يمضي و يذرهم و يقول أما و الله لئن لم تهاجروا معي ثم يجمع الله بيني و بينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشي‏ء أبدا ، فلما جمع الله بينه و بينهم أمره الله أن يوفي و يحسن و يصلهم فقال و إن تعفوا و تصفحوا و تغفروا فإن الله غفور رحيم و قال علي بن إبراهيم في قوله : فاتقوا الله ما استطعتم ناسخة لقوله اتقوا الله حق تقاته و قال في قوله و من يوق شح نفسه قال يوق الشح إذا اختار النفقة في طاعة الله ، قال و حدثني أبي عن الفضل بن أبي قرة [ مرة ] قال رأيت أبا عبد الله (عليه‏السلام‏) يطوف من أول الليل إلى الصباح و هو يقول : اللهم قني شح نفسي ، فقلت جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء ، قال و أي شي‏ء أشد من شح النفس إن الله يقول و من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون .

تفسير القمي ج : 2ص :373