إذا كان الفاعل لا يكون إلا حيا فما ينكر ألا يكون إلا جسما.
إن الفاعل 0 إلا قادرا، وكون الحي حيا يصح أن يكون قادرا، فمن هذا الوجه [يصح] (1) أن يكون الفاعل حيا. وليس كونه جسما مصححا لكونه فاعلا ولا قادرا، فلا يجب ذلك فيه.
والفاعل منا إنما احتاج إلى كونه جسما لأنه قادر بقدرة وحي بحياة، وللقدرة والحياة تأثير في محلهما، فيصير محلهما آلة في فعله. فمن هو قادر لا بقدرة وحي لا بحياة ولا يحتاج إلى ذلك معارف (2) كونه جسما لكونه حيا.
فإن قيل: كيف يعقل من لا مثل له ولا ضد.
1) زيادة منا لاستقامة الكلام. 2) كذا في النسخة.