إن إثبات المثل والضد والخلاف تابع للدليل، وإن كان إثبات مخالف للذات لا بد منه، لأن تميزها من غيرها نفسها [0 0 0] (1)، إلا أنه يكفي أن يعلم أن لها مخالفا (2) على جهة الجملة، فأما إثبات ضد ومثل فمنه بدأ ويجوز أن يكون ويجوز أن لا يكون بحسب الدليل.
والقدر التي يتقدر بها لا مثل لواحدها، لأنه لا يصح أن تتعلق قدرتان بمقدور واحد.
وإذا كان الدليل قد دل على أن القديم تعالى لا مثل له ولا ضد له - بما بيناه في موضعه - وجب أن نقول به وعجب (3) فيما دل الدليل عليه.
فإن قيل: كيف يعقل فاعل (4) من غير ملامسة ولا اتصال.
إن الفاعل إنما يحتاج فيما كونه فاعلا إلى ما يصح الفعل من كونه قادرا وما يجري مجراه، وليس الملامسة والاتصال من ذلك في شئ. وقد بيناه أنه إنما يحتاج إلى الجسمية فبينا (5) لأجل القدرة والحياة فصار محلهما آلة في استعمالهما، فاحتيج إلى الاتصال في الملامسة لأجل استعمال القدرة والحياة، فمن هو حي لا بحياة لا يحتاج إلى ذلك.
1) بياض في الأصل. 2) في الأصل " مخالف ". 3) كذا في النسخة. 4) في الأصل " فاعلا ". 5) كذا في النسخة.