وطريق معرفة هذا الانسان الكامل المصون عن الخطأ، الصائن نفسه عن الخطأ، إنما هي بتعريف الله تعالى.
من هنا، فإن تصور حقيقة الإمامة لا ينفك عن التصديق بضرورة نصب الإمام من الله تعالى.
بما أن مقام الإمامة مقام حفظ القوانين الإلهية وتفسيرها وتطبيقها، فإن نفس الدليل الذي دل على ضرورة عصمة النبي المبلغ للدين ومطبقه، يدل على ضرورة عصمة خليفته المحافظ على الكتاب والسنة والمفسر لهما ومطبقهما.
وكما أن الخطأ والهوى في المبلغ يبطل الغرض من بعثته، فكذلك الخطأ والهوى في الحافظ المفسر والمنفذ، يوجب ضلال الأمة ونقض الغرض من البعثة، وبما أن الأمة لا يمكنها أن تعرف المعصوم، فلا بد أن يعرفها إياه الله تعالى ورسوله.
وللاختصار نشير إلى ثلاث آيات:
{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (1).
كل شجرة لابد أن تعرف بمعرفة أصلها وفرعها، وجذرها وثمرها، وقد ذكر الأصل والفرع لشجرة الإمامة الطيبة في هذه الآية من القرآن الكريم.
(1) سورة السجدة: 24.