تعدد الإله يستدعي الاشتراك في الألوهية، لكون كل منهما إلها، ويستدعي امتياز أحدهما عن الآخر حتى تتحقق الإثنينية، فكل منهما مركب مما به الاشتراك وما به الامتياز.
تعدد الإله بلا امتياز محال، والإمتياز موجب لفقدان ما للإله الآخر من الكمال، وفاقد الكمال محتاج، ولابد أن تنتهي سلسلة الاحتياج إلى الغني بالذات من جميع الجهات، وإلا لزم عدم وجود أي ممكن، لأن الفاقد للوجود يستحيل أن يكون معطيا للوجود.
إن الله تعالى موجود لا حد له كما قال علي (عليه السلام): " ولا يقال له حد ولا نهاية " (1) - لأن كل محدود مركب من الوجود وحد ذلك الوجود، وحد الوجود هو فقدان الكمال الزائد على ذلك الوجود، وهذا التركيب أسوأ أنواع التركيب - حيث إن التركيب إما من وجودين، أو من عدمي ووجود، وهذا التركيب المزعوم من وجود وعدم - وكل أنواع التركيب محال على الله تعالى.
(1) نهج البلاغة خطبة 186.