تهذيب التهذيب (جزء 7)

احمد بن علی ابن حجر عسقلانی

نسخه متنی -صفحه : 447/ 241
نمايش فراداده

روى عنه زهاء ثلاثمائة رجل من البلدان منهم زيادة على سبعين رجلا من خيار التابعين ورفعائهم وهذه منزلة لا تكاد توجد لكثير أحد من التابعين على أن من جرحه من الأئمة لم يمسك من الرواية عنه ولم يستغنوا عن حديثه وكان يتلقى حديثه بالقبول ويحتج به قرنا بعد قرن واماما بعد امام إلى وقت الأئمة الأربعة الذين اخرجوا الصحيح وميزوا ثابته من سقيمه وخطأه من صوابه واخرجوا روايته وهم البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي فاجمعوا على اخراج حديثه واحتجوا به على أن مسلما كان أسوأهم رأيا فيه وقد أخرج عنه مقرونا وعدله بعد ما جرحه.

وقال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي قد اجمع عامة أهل العلم بالحديث على الاحتجاج بحديث عكرمة واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا منهم احمد ابن حنبل وابن راهويه ويحيى بن معين وأبو ثور ولقد سألت إسحاق بن راهويه عن الاحتجاج بحديثه فقال عكرمة عندنا امام الدنيا تعجب من سؤالي إياه وحدثنا غير واحد أنهم شهدوا يحيى بن معين وسأله بعض الناس عن الاحتجاج بعكرمة فأظهر التعجب.

قال أبو عبد الله وعكرمة قد ثبتت عدالته بصحبة ابن عباس وملازمته إياه وبأن غير واحد من العلماء قد رووا عنه وعدلوه. قال وكل رجل ثبتت عدالته لم يقبل فيه تجريح أحد حتى يبين ذلك عليه بأمر لا يحتمل غير جرحه. وقال أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري وأبو عبد الله الحاكم وأبو عمر بن عبد البر فيه نحوا مما تقدم عن محمد ابن نصر وبسط أبو جعفر الطبري القول في ذلك ببراهينه وحججه في ورقتين وقد لخصت ذلك وزدت عليه كثيرا في ترجمته من مقدمة شرح البخاري وسبق إلى ذلك أيضا المنذري في جزء مفرد وأما ما تقدم من أنهم لم يشهدوا جنازته فلعل ذلك إن ثبت كان بسبب تطلب الأمير له وتغيبه عنه حتى مات كما تقدم والذي نقل أنهم شهدوا جنازة كثير وتركوا عكرمة لم يثبت لان ناقله لم يسم. وذكر ابن أبي حاتم في المراسيل عن أبيه أنه لم يسمع من عائشة. وقال في الجرح والتعديل إنه سمع منها وقال أبو زرعة عكرمة عن أبي بكر وعن علي مرسل وقال أبو حاتم عكرمة لم يسمع من سعد بن أبي وقاص والله أعلم.