تفسير السلمي (جزء 2)

محمد بن حسن سلمی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 242
نمايش فراداده

ذكر ما قيل في سورة الأحقاف

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى: (ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) [الآية: 3].

قال ابن عطاء: خلق الله السماوات والأرض واظهر فيها بدائع صنعه وبوادي قدرته فمن نظر إليها ورأى فيها آثار الصنع فهو لتيقظه ومن نظر وشاهد الصانع فهو لتحققه.

قوله عز وعلا: (وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء) [الآية: 6].

قال سهل: هي نفوسهم التي قارنهم إلى متابعتها في الجري على أحكام هواها.

قوله عز وعلا: (قل ما كنت بدعا من الرسل) [الآية: 9].

قال سهل: ما كنت عجبا في المرسلين.

قال بعضهم: في هذه الآية: لم ادعكم إلا إلى التوحيد ولم أدلكم إلا على مكارم الأخلاق وبهذا بعث الأنبياء قبلي.

قال جعفر في هذه الآية: لم يكن في نبوتي شيء وإنما هو شيء أعطيته لا بي بل بفضل من عند الله حيث اهلني لرسالته ووصفني في كتب الأنبياء السالفة صلوات الله عليهم أجمعين.

قوله عز وعلا: (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) [الآية: 9].

قال الواسطي رحمة الله عليه: إن الله تعالى ستر أمر الروح على جميع خلقه وستر مائية ذاته وستر ما يعامل الخلق عند معاينته فقال: (ما أدري ما يفعل بي ولا بكم) .

قوله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) [الآية: 13].

استقاموا على ما سبق منهم من الإقرار بالتوحيد فلم يرو سواه منعما ولا شكروا سواه في حال ولا رجعوا إلى غيره وثبتوا معه على منهاج الاستقامة.

قال ابن عطاء: الذين قالوا ربنا الله: في صفاء التوحيد، ثم استقاموا: اجتهدوا في القيام بواجبه.

قال جعفر: استقاموا مع الله بحركات قلوبهم على مشاهدات التوحيد.