تفسير السلمي (جزء 2)

محمد بن حسن سلمی

نسخه متنی -صفحه : 427/ 331
نمايش فراداده

قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) .

قال سهل: من حملك من أزواجك وأولادك على جمع الدنيا والركون إليها فهو عدو لك ومن حثك على ذلها وإنفاقها ودلك على القناعة والتوكل فليس بعدو لك.

(أنما أموالكم وأولادكم فتنة) .

قال ابن عطاء: فتنة بأن تلهيكم عن تأدية واجباته فذلك موضع الفتنة.

وقال جعفر: أموالكم فتنة لانشغالكم بجمعها من غير وجهها ووضعها في غير أهلها وأولادكم فتنة باشتغالكم بإصلاحهم فتفسدون أنتم ولا تصلحونهم.

وقال ابن عطاء: أي يصرفكم يلهوكم بها واشتغالكم عن تأدية واجبها بتزيين البخل لتتوفر لهم الدنيا.

قوله تعالى: (فاتقوا الله ما استطعتم) [الآية: 16].

قال السري: علامة المتقي أن يكون زرقه من كسبه.

وقال الشبلي: المتقي من اتقى ما دون الله.

وقال أبو عثمان: ترفيها ورفقا بخلقه أي قد رضيت به إخلاصا.

سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت البزار يقول: سمعت ابن عطاء يقول: هذا لمن رضى من الله بالثواب فأما من لم يرض منه إلا به فإن خطابه: (اتقوا الله حق تقاته) .

قوله تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) [الآية: 16].

قال بعضهم: من عوفي من بلاء الجمع أو المنع والرغبة والحرص عليها فقد دخل في ميدان الفلاح.

وقال بعضهم: علامة الشح أن ينفق الإنسان في أبواب الخير على مجاهدة النفس لا عن طوع.

قال بعضهم: من انفق بكره فهو الشح ومن انفق بطوع فهو القرض.

قوله تعالى: (إن تقرضوا الله قرضا حسنا) [الآية: 17].

قال سهل: المشاهدة بقلوبكم لله في أعمالكم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أعبد الله كأنك تراه .